على الرغم من إعلان الدعوة السلفية، وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب النور، والجماعة الإسلامية وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب البناء والتنمية، دعمها وتأييدها للمرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح، فإنه حل فى المركز الرابع فى سباق الانتخابات الرئاسية، فهل وقفت الكتلة التصويتة للتيارات السلفية وقدرتها على الحشد عند حد ال17.5 % التى حصل عليها أبوالفتوح والذى حظى أيضا بدعم عدد من القوى المدنية، أم أن السلفيين أداروا ظهرهم للمرشح الذى غازل الجميع فتخلت عنه قواعد التيار السلفى. عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم الباحث فى شأن الحركات الاسلامية قال ل«الشروق»: إن القواعد السلفية لم تذهب للانتخابات لأنهم لم يقتنعوا بخيارى أبوالفتوح ومرسى، مشيرا إلى أن السلفيين لا ينزلون الانتخابات ويحشدون لها إلا عندما يقتنعون بأحد أو أن يكون هناك رمز سلفى مشارك فى السباق الرئاسى مثلما حدث فى الانتخابات البرلمانية التى حصد فيها السلفيون نحو 20 %، لأن شيوخهم الذين تتلمذوا على ايديهم هم من كانوا يخوضون الانتخابات بأنفسهم.
وحول تفسيره لعدم تصويت أعضاء الدعوة السلفية لأبو الفتوح بعد أن أعلنوا دعمه قال إبراهيم إن أبوالفتوح وقع فى أخطاء قاتلة فى الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، منها عندما أعلن أنه قد ينشر رواية أولاد حارتنا للروائى نجيب محفوظ وهو ما اصطدم بفكر السلفيين.
فيما فسر اتجاه معاقل التيار السلفى مثل محافظتى الإسكندرية وكفر الشيخ إعطاء أصواتهم لحمدين صباحى، بأن المزاج العام فى هذه المحافظات أصبح يميل لليبرالية بعد أن اهتزت ثقته فى التيار الإسلامى.
من جهته أرجع النائب الإسلامى نزار غراب، العزوف السلفى إلى ضعف البنيان التنظيمى للأحزاب السلفية وفى مقدمتها حزب النور، حيث اقتصر دعم هذه الأحزاب على القيادات فقط دون الحشد للمرشحين.
من جهة أخرى أوضح قيادى بحزب النور السلفى، رفض ذكر اسمه، أن إستراتيجية أبوالفتوح الذى تم الاعلان عن دعمها هى انه رئيس لكل المصريين، لكن بعض تصريحاته أصابت الصف السلفى بقلق بالغ فأصبح هناك اقتناع تام بعدم النزول.
وأضاف أن بعض خصوم أبوالفتوح قاموا بنشر فيديوهات له أوضحت أن هناك تصادم فى الأيدولوجيات بينه وبيننا، موضحا أن الأساس عند السلفيين هو قضية الشريعة، وهو ما دفع جميع القطاعات السلفية للاصطفاف خلف حازم أبوإسماعيل فى البداية لأنه وعدهم أن يحيوا كراما فى الدنيا ويدخلوا الجنة بتطبيق الشريعة.
من جهته قال المتحدث الرسمى باسم الحزب يسرى حماد إن معظم الأصوات التى أخذها أبوالفتوح كانت من التيار السلفى بعد انصراف التيار المدنى عنه وانحيازه لصباحى.