«لم أولد حارسا بل أنهيت دراستى فى احد المعاهد المتوسطة التى تمنح علمًا يصلح لمن هم أقل من المتوسطين، تزوجت بعد التخرج سريعا أسابق الوقت نحو الفرح، وأنجبت ولدين مازلت أصقل مشاعرهم نحو ما حولنا من خير وشر، وحين لم يفلح عمل واحد فى اليوم لإطعامهم، تلقيت تدريبا على الحراسة». ذلك هو مشوار حياة الحارس الحجرى المنحوت من الجرانيت فى حديقة المركز الثقافى البريطانى بالعجوزة، كما تصوره إسلام محمد عبدالرازق فى قصة قصيرة.
تحت عنوان «من أنا» أعلن المركز الثقافى البريطانى على موقعه الإلكترونى فى أبريل الماضى عن جائزة لأفضل قصة تحكى عن هذا الحارس، من هو؟ ما القصة وراءه؟ فيمَ يفكر؟ إلى من ينظر؟ وماذا يفعل فى حديقة المركز. الجائزة عبارة عن شهادة تقدير إلى جانب كوبونات تخفيض لشراء كتب من إحدى المكتبات، جدير بالذكر أن هذا التمثال هو لنحات مصرى من قنا يدعى «أحمد عسقلانى».
استجاب حوالى خمسين مشاركا بقصص مختلفة عن هذا الحارس وأعلنت الجوائز فى السابع من مايو الحالى لأفضل ست قصص عن الحارس، وتم نشرها على الموقع بينما قسمت الجائزة على الفائزين.
حصل إسلام على المركز الأول، وهى المرة الأولى على حد قوله التى يقدم فيها بمسابقة للكتابة، وأهدى إسلام جائزته إلى «سامبو» وهو واحد من المعتقلين فى السجن العسكرى أثناء الثورة، يقول إسلام عن هذا الاهداء» سامبو أنقذ حياتى أثناء الثورة، ونظرا لظروف سجنه ربما لا يعلم أن الكثيرين خارج السجن يرونه بطلا ورمزا من رموز الثورة، وأنا أهديه تلك الجائزة خاصة بعد أن حرم من رؤية طفله الذى جاء إلى الدنيا ووالده معتقل، ربما أساهم ولو قليلا فى إسعاده»، بينما ذهبت المراكز التالية لكل من: سلمى عبدالحليم، شيرين نديم، محمد عبدالنبى، ورشا صابر.
سيطول عمل التمثال بحديقة المركز حتى أغسطس المقبل بلافتة كتب عليها «أنا رجل حراسة» لتثير تساؤلات وخيالات كل الزوار عن ماهية الحارس المعدنى القابع بالحديقة.