سلطت صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على تحذير روبرت جرنيه الرئيس السابق لمركز مكافحة الإرهاب بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أن استخدام هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن يعمل على إثارة المشاعر المعادية للغرب ويهدد بتحول المتشددين إلى أعداء بشكل خاص للغرب. وقال جرنيه -في سياق تقرير أوردته الصحيفة البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم السبت: "إن الولاياتالمتحدة تخاطر بتحويل اليمن إلى مكان مثل وزيرستان"، حيث يُمزق منطقة وزيرستان الصراع الباكستاني، وأضاف أن المرء يتساءل كم من اليمنيين قد يتحولوا في المستقبل إلى متطرفين عنيفين كرد فعل على الضربات الصاروخية المستهدفة بلا مبالاة، وكم من المسلحين اليمنيين سيصبحون أعداء بشكل خاص للغرب ردًا على العمليات العسكرية الأمريكية ضدهم.
وعقبت الصحيفة على تصريحات جرنيه قائلة "إنها جاءت عقب استقالة سفير الولاياتالمتحدة لدى باكستان كاميرون مونتر-الذي تولى منصبه لمدة عامين- الاثنين الماضي، والذي يقال إنه قد اختلف مع وكالة المخابرات المركزية حول برنامج الطائرات بدون طيار التابع لها، وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة يتمركز في شبه الجزيرة العربية، ودوافع ضرب أهداف مدنية لابد وأن تستمر مقاومته من خلال الجهود المشتركة من العالم المتحضر.
وأكد روبرت جرنيه الرئيس السابق لمركز مكافحة الإرهاب بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة سيكون لديها من الحكمة مايمكنها من معايرة أعمالها فى اليمن لتجنب الوقوع في مثل هذا الخطر الغامض والمحدود نسبيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون فى يناير الماضي أن الولاياتالمتحدة ستزيد من أعداد الطائرات بدون طيار التابعة لها بنسبة الثلث تقريبا على مدى العقد المقبل، مع الحد من قوتها العسكرية. وفى السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا أنه سيتم خفض عدد الجنود في الجيش الأمريكي من حوالى 570 ألفا إلى 490 ألفًا، فى الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى أن أكثر من نسبة 30% من الطائرات بدون طيار سيتم تطويرها فى الوقت الذى يحول الجيش تركيزه من النزاع في العراق وأفغانستان لمواجهة التحديات المحتملة فى آسيا.
يُشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية شنت هجوما بطائرة بدون طيار الاحد الماضي في اليمن أسفرت عن مقتل "فهد القصع" القيادى البارز في تنظيم القاعدة والذي يعد على قائمة أهم المطلوبين في مكتب التحقيقات الفيدرالى، نظرا لتورطه في تفجيرالمدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في خليج عدن في عام 2000 وهو هجوم تبناه تنظيم القاعدة وقت حدوثه، وقال مسئولون يمنيون إنه قتل في غارة جوية مساء الأحد في محافظة شبوة.