فى تأكيد على استمرار تدخل الأجهزة الأمنية فى عمل الجامعات حتى الآن، كشفت الدكتورة سوزان محمد أبوعوف، الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان، أن الأجهزة الأمنية تعطل سفرها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لحضور مؤتمر علمى، تشارك فيه بورقتين بحثيتين. وقالت أبوعوف إنها فوجئت بعد حصولها على موافقة إدارة قسم اللغة الانجليزية على السفر، بإدارة الجامعة تطلب منها ملء استمارة استطلاع رأى الجهات الأمنية، ضمن الموافقات المطلوبة للسفر.
وحصلت «الشروق» على نسخة من هذه الأوراق، بما فيها نسختان من استمارتى استطلاع رأى الجهات الأمنية، قبل الثورة، وبعد الثورة، وتبين تطابق الاستمارتين تماما فى الأسئلة المطلوبة من استاذ الجامعة الإجابة عنها وإن اختلف مسمى الاستمارة، من «استطلاع رأى الأمن» قبل الثورة، إلى «إدارة المعلومات والاستطلاع» بعد الثورة.
وتتطلب الاستمارة الإجابة عن البيانات الشخصية لعضو هيئة التدريس بالجامعات أو مراكز ومعاهد البحوث، واسم الوالد ووظيفته، وبيانات التجنيد، والسفريات السابقة وتواريخها.
وأكدت الدكتورة سوزان أبوعوف أنها تلقت دعوة لحضور مؤتمر دولى تعقده جامعة هارفارد الأمريكية فى 26 مايو المقبل، لتكون منسقة المؤتمر، الذى يشارك فيه أكثر من 500 عضو هيئة تدريس من جميع أنحاء العالم، فضلا عن كونها الوحيدة التى ستعرض ورقتين بحثيتين بما يمثل تكريما لجامعتها.
وأوضحت أنها حصلت منذ 19 مارس الماضى على موافقة إدارة الكلية، بالسفر وتحمل التكاليف المقدرة بنحو 6 آلاف جنيه، إلا أنها فوجئت بإدارة العلاقات الثقافية بالكلية تطلب منها استيفاء استمارة الأمن، مؤكدة أنها ملأت الاستمارة فى حينها لكن حتى الآن لم يصل رد الجامعة بالموافقة أو الرفض، بناء على رأى الأمن.
وأكدت سوزان أن جهاز أمن الدولة «المنحل» عطل سفرها لحضور مؤتمر مماثل منذ عامين لتأخره فى إرسال الموافقة الأمنية، مشيرة إلى أنها «ليس لها نشاط سياسى أو دينى»، فضلا عن حصولها على تأشيرة من أمريكا تعفيها من التحريات الأمنية الأمريكية.
وقالت أبوعوف إن الجامعات عانت طوال عهد حسنى مبارك، الرئيس المخلوع، من تدخل الجهات الأمنية فى الجامعات، وأنها لم تتوقع أن يستمر الأمر بنفس السياسات بعد الثورة.
وأشارت أبوعوف إلى مشكلة أخرى واجهتها بجانب استطلاع رأى الجهات الأمنية، وهى مطالبة إدارة العلاقات الثقافية لها بتقديم ما يفيد نشرها بحثا فى مجلة علمية دولية فى هذا العام، مؤكدة «تقدمت بشكوى إلى رئيس الجامعة ونائبه للدراسات العليا أتضرر من استمارة استطلاع الأمن والاشتراطات الإضافية ومنها نسخة كاملة من البحث قبل نشره، لأن ذلك يمثل اعتداء على الحقوق الفكرية، لكنى لم أتلق ردا من الجامعة حتى الآن».
وتؤكد الدكتورة سوزان أنها قابلت وزير التعليم العالى الذى وعدها بمساندتها، خاصة أن اللائحة الداخلية للكلية تسمح لأعضاء هيئة التدريس بالسفر على حسابهم الخاص مرة كل عامين، وقدمت أيضا شكوى إلى وزير الداخلية ولم يصلها الرد.
وسوزان أبوعوف التى تعطل الإجراءات الإدارية والأمنية سفرها سبق دعوتها لافتتاح مؤتمر علمى بإيطاليا، وكانت ضيفة شرف فى مؤتمر بالبرتغال، وتولت رئاسة 3 جلسات بمؤتمر دولى فى ألمانيا، وسبق لها تصميم مشروع دولى فى مجال التعليم العولمى، وتم تنفيذ المرحلة الأولى منه منذ عامين مع طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، بالتعاون مع 13 جهة دولية.
من جانبه نفى الدكتور ياسر صقر، نائب رئيس جامعة حلوان لشئون الدراسات العليا والبحوث، ل«الشروق» وجود ما يسمى ب«استمارات الأمن»، موضحا أن الأمن ليس له علاقة بالموضوع نهائيا، وقال المسألة تتعلق بعدم استيفاء بعض الأوراق، طبقا للضوابط والمعايير المعتمدة من مجلس الجامعة، وإذا تم استيفاء هذه الأوراق سيتم الموافقة عليه فورا.