تعيد المواجهة الحاسمة التي ستجمع المنتخبين السعودي والكوري الشمالي اليوم – الأربعاء - في الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا الكثير من المعاني بالنسبة للسعوديين ، لكونها قبل كل شيء حاسمة في تحديد المتأهل الرابع إلى المونديال عن القارة الآسيوية. ويحتاج المنتخب السعودي إلى الفوز على نظيره الكوري الشمالي في المباراة التي ستقام في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة للحصول على تأشيرة التأهل الخامس على التوالي إلى نهائيات كأس العالم ، ليرافق منتخب كوريا الجنوبية عن المجموعة الثانية ، والذي حجز تأهله قبل جولتين برفقة أستراليا واليابان عن المجموعة الأولى. تتصدر كوريا الجنوبية ترتيب المجموعة برصيد 15 نقطة بفارق 4 نقاط عن المنتخبين الكوري الشمالي والسعودي ، في حين يحتل المنتخب الإيراني المركز الرابع برصيد 10 نقاط ، ويأتي المنتخب الإماراتي في المركز الأخير بنقطة واحدة. وتلعب السعودية مع كوريا الشمالية في الرياض في الوقت الذي تواجه فيه إيران منتخب كوريا الجنوبية في سيول ، وهي الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة. وتملك إيران فرصة التأهل إلى النهائيات مباشرة في حالة فوزها على كوريا الجنوبية وتعادل السعودية مع كوريا الشمالية ، أما في حالة فوز السعودية على كوريا الشمالية ، فإن إيران سيكفيها التعادل مع كوريا الجنوبية لاحتلال المركز الثالث الذي يضمن لها خوض مباراة ملحق مع ثالث المجموعة الأولى ، والفائز منهما يخوض ملحقا ثانيا مع نيوزيلاندا بطلة أوقيانوسيا. وقد أصبح التأهل إلى النهائيات هو الحلم المفضل بالنسبة للجماهير السعودية التي لم تعتد غياب "الأخضر" عن المونديال منذ تأهله الأول إلى نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولاياتالمتحدة ، إذ شاركت بعدها كرت "السبحة" في فرنسا 1998 وكوريا الجنوبيةواليابان 2002 وألمانيا 2006. اللافت للنظر أن المنتخب السعودي طالما انتهج أسلوبا صعبا سار عليه في ثلاث من أصل أربع مرات بلغ من خلالها المونديال ، حيث كان يخوض التصفيات النهائية بخطى "متعرجة" قبل أن يصحو في منتصف التصفيات ثم يخطف بطاقة التأهل في الجولة الأخيرة. كانت البداية في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 1994 والتي أقيمت بطريقة التجمع في الدوحة حيث اكتفى بفوز وحيد على كوريا الشمالية 2-1 مقابل ثلاثة تعادلات أمام اليابان وكوريا الجنوبية والعراق ، وما رافق ذلك من مستوى متذبذب كان من خلاله شبح الخروج يهدد السعوديين كثيرا. لكن لاعبي العصر الذهبي آنذاك استطاعوا في الجولة الأخيرة تحقيق الفوز على المنتخب الإيراني 4-3 والتأهل للمرة الأولى إلى النهائيات. وتكرر المشهد في تصفيات مونديال 1998 والتي أقيمت بنظام الذهاب والإياب ، حيث تعرض المنتخب السعودي لنكسات عدة لعل أبرزها التعادل مع نظيره الإيراني 1-1 في طهران ، والخسارتين المتتاليتين أمام الصين صفر-1 في بكين ، والكويت 1-2 في الكويت ، ثم التعادل مع الصين 1-1 في الرياض ، لتأتي مباراة قطر الأخيرة في الدوحة والتي كان فوز العنابي فيها يؤهله إلى مونديال فرنسا للمرة الأولى في تاريخه ، إلا أن المنتخب السعودي استطاع الفوز بهدف وتحقيق التأهل الثاني على التوالي ومن الدوحة أيضا. وفي تصفيات المونديال الذي أقيم في كوريا الجنوبيةواليابان عام 2002 ، كان المشوار الأصعب ، إذ انتظر السعوديون الجولة الأخيرة للمرة الثالثة للتأهل ، لكن هذه المرة مع خدمة كبيرة من منتخب البحرين ، حيث سجل "الأخضر" بداية سيئة بتعادله على أرضه مع البحرين 1-1 ثم خسر بهدفين نظيفين أمام إيران في طهران ، مما أدى إلى إقالة المدرب الصربي سلوبودان يانتراتش وتعيين ناصر الجوهر بديلا. ورغم الفوز على تايلاند 3-1 في بانكوك ، والعراق 1-صفر و2-1 ، فإن التعادل أمام إيران في جدة 2-2 أجل الحسم إلى الجولة الأخيرة ، وهو ما جعل موقف الأخضر صعبا كونه كان يتخلف بفارق نقطة عن المنتخب الإيراني ، وكان يتعين عليه الفوز على تايلاند في الرياض وانتظار المفاجأة في المنامة ، وهو ما حدث تماما ، ففازت السعودية 4-1 وخسرت إيران أمام البحرين 1-4. أما في تصفيات مونديال ألمانيا 2006 ، فإن الأخضر شذ عن القاعدة وخطف بطاقة التأهل في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات بتغلبه على أوزبكستان في الرياض بثلاثة أهداف دون مقابل ، قبل أن يعود لعادته في التصفيات الحالية بعد أن تعرض لسلسلة هزات اضطرته للانتظار لجولة الحسم في 17 الحالي. وتقام اليوم أيضا مباراتان في المجموعة الأولى من التصفيات التي ضمنت اليابان وأستراليا تأهلهما عنها مبكرا ، ولكن يبقى الصراع بين البحرين وقطر وأوزباكستان على المركز الثالث الذي يؤهل الحاصل عليه لدخول الملحق. حيث يلتقي منتخبا البحرين وأوزباكستان في المنامة في لقاء سيحسم هذا الأمر نهائيا ، بينما تقام مباراة أخرى "تحصيل حاصل" بين أستراليا واليابان ، علما بأن البحرين تحتل المركز الثالث بسبع نقاط ، تليها قطر بست نقاط ، ثم أوزباكستان بثلاث نقاط.