أدانت روسيا اليوم الخميس الدعوة إلى استخدام القوة بتفويض من الأممالمتحدة في سوريا، والذي تحدث عنه الغربيون بسبب انتهاكات وقف إطلاق النار، متهمة المعارضة السورية باللجوء إلى "تكتيك الإرهاب". وأكدت موسكو مجددا دعمها لدمشق، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: "أعتقد أنها أفكار ستؤدي إلى نتائج عكسية"، وكان بوغدانوف يرد على سؤال عن طلب المعارضة السورية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي ودعوة فرنسا لمناقشة مسألة اللجوء الى القوة في سوريا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي: إن "الوسيلة الوحيدة لتجنب الحرب الأهلية والطريقة الأمثل هي حوار وطني في سوريا".
وتابع: إن "مسائل وقف إطلاق النار وسحب القوات مهمة بالتاكيد من حيث المبدأ لكن يجب أن تترافق عمليا بمسائل على علاقة بالعملية السياسية"، وكانت وزارة الخارجية الروسية اتهمت المعارضة السوريّة باللجوء إلى "تكتيك الإرهاب" واعتبرت المعارضين مسئولين عن انتهاكات وقف إطلاق النار.
وصرح الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش: "إنها مجموعات معارضة انتقلت الى تكتيك الإرهاب" ورأت أن المعارضين مسئولون عن معظم حوادث خرق وقف اطلاق النار، وقال لوكاشيفيتش: "إنها مجموعات معارضة انتقلت الى تكتيك الإرهاب الواسع"، معتبرًا أن ذلك "يذكر بما يجري في العراق واليمن وأماكن أخرى تنشط فيها القاعدة".
ورأى أن السلطات السورية تنتهك وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يحترم منذ 12 إبريل لكن المعارضة هي المسئولة الأولى عن المعارك الحالية، وتابع أن "انتهاكاتٍ لوقف إطلاق النار من قبل الطرفين - القوات المسلحة الحكومية ومجموعات المعارضة - سجلت"، موضحًا أن "ذلك يحدث في أغلب الأحيان بسبب أعمال المعارضة المسلحة التي تدفع قوات الأمن السورية إلى الرد".
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الحكومة السورية لم تحترم وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن، ويتعين عليها أن تفعل ذلك "بدون تأخير"، وعبر بان في بيان عن "قلقه العميق" لوجود قوات واسلحة ثقيلة في المدن "أشار إليها مراقبو الأممالمتحدة" على الأرض، معتبرا أن ذلك "يتعارض مع التعهدات" التي قطعتها دمشق، كما دان "باشد العبارات مواصلة القمع ضد السكان المدنيين في سوريا والعنف من أي جهة أتى"، مؤكدًا أن "هذا الوضع غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا".
وطلبت المعارضة السورية الخميس اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن بعد قصف لحماة (وسط) وغداة دعوة وجهتها باريس لممارسة الضغط من أجل تبني قرار يسمح باستخدام القوة في حال فشل خطة السلام التي وضعها موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، وتنص خطة أنان على سحب الآليات الثقيلة من الشوارع ووقف العنف من كل الأطراف والسماح بالتظاهر السلمي ودخول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار حول عملية سياسيّة انتقاليّة.
وطالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الخميس: "بعقد جلسة عاجلة من اجل اصدار قرار عاجل لحماية المدنيين من شعبنا السوري"، وحمل البيان "مسؤولية ما يجري في الاراضي السورية للمجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة ومجلس أمنها".
وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، منذ الاثنين قتل نحو أربعين مدنيا في عمليات قصف حماة حيث يتواجد مع ذلك مراقبان من الاممالمتحدة لم يتمكنا حتى الان من فرض احترام وقف لاطلاق نار ابرم قبل اسبوعين. من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن باريس تعتبر أن خطة أنان "في خطر كبير"، مشيرًا إلى ضرورة إعطاء هذه المهمة "فرصة".
لكنه أضاف أنه إذا لم تؤد إلى نتيجة "فيجب الانتقال إلى مرحلة أخرى بدأنا بحثها مع شركائنا، تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة" الذي ينص على اللجوء إلى القوة في حال تهديد للسلام، إلا أن روسيا والصين حليفتي دمشق استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين يدينان القمع في سوريا.