انضم رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، إلى قائمة المنددين بزيارة مفتي الديار المصرية علي جمعة إلى المدينة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى، معتبراً انه "انتهك جميع المحارم وتعدى كل الخطوط بزيارته للأقصى".
وأكد عكرمة صبري، أن المفتي "ضلل" الشعب المصري وكل من سمعه حين قال إنه لم ير جندياً إسرائيلياً واحداً في ساحة المسجد الأقصى، مشددًا على أن الجنود الإسرائيليين هم من أمّن الحماية للمفتي خلال زيارته.
وأضاف عكرمة صبري، أن "الجنود الإسرائيليين دائماً في ساحة الأقصى وينتهكون حرماته". كما تساءل لافتاً إلى أن شر البلية ما يُضحك "ماذا استفاد الأقصى من زيارة المفتي؟ فالسلطات الإسرائيلية تمنعني من دخوله ولا يمكن لأي كان أن يدخل المسجد إلا بإذن من إسرائيل، بمن فيهم ممثلو السلطة الفلسطينية".
الملفت أن هذه الزيارة جاءت بعد إعادة تذكير وسائل إعلام بفتوى أصدرها رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يوسف القرضاوي قبل أكثر من 10 سنوات، أكد فيها أن زيارة القدس في الظرف الراهن المتعلق بسيطرة إسرائيل عليها "حرام شرعاً والامتناع عنها محل إجماع وطني بين المسلمين والأقباط".
وأصدر القرضاوي قبل أيام بيان استنكر فيه زيارة مفتي الديار المصرية للمدينة المقدسة. وجاء في البيان "ما كنت أحب أن يخرج الشيخ علي جمعة بشخصه كعالم من علماء المسلمين، ولا بصفته مفتياً للديار المصرية، أكبر بلد عربي، عن هذا الرأي، الذي يكاد يكون إجماعاً بين علماء الأمة الإسلامية في عصرنا هذا".
الجدير بالذكر، أن كنيسة القديسة هيلانة التي تعتبر الجزء المصري من كنيسة القيامة في أورشليم-القدس، رفضت قبل أيام استقبال عدد من المسيحيين المصريين الذين جاؤوا إلى الأراضي المقدسة للاحتفال بعيد القيامة المجيد.
وبحسب تصريح أدلى به قس الكنيسة ميصائيل، فإنه تم اتخاذ هذه الخطوة بناءً على تعليمات الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى، ولم يُسمح للمسيحيين القادمين من مصر الذين يُقدر عددهم بعشرات قليلة بالصلاة أو ممارسة طقس التناول، مما كاد أن يسفر عن خلاف حاد بين الجانبين.
وأكد القس ميصائيل على أن "تعليمات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل ما زالت سارية، ويجب علينا احترامها في غيابه أكثر مما كنا نحترمها في وجوده".
من المعروف أن موقف البابا شنودة الثالث الراحل كان صارمًا إزاء دخول المسيحيين المصريين للمدينة القديمة والصلاة فيها، إذ كان قد أعلن مراراً رفضه القاطع لهذا الأمر مشيراً إلى أن المسيحيين المصريين لن يدخلوا أورشليم إلا وأيديهم في يد إخوتهم المسلمين، وأن ذلك لن يتم بفيزا إسرائيلية بل بفيزا فلسطينية.