بعد مرور أقل من 24 ساعة على المليونية التى نظمتها جماعة الاخوان، بمشاركة السلفيين، بميدان التحرير أمس الأول تحت عنوان مليونية «المطلب الواحد»، وقعت الجماعة فى حيرة من أمرها، حول إذا ما كانت ستشارك فى مليونية الجمعة القادم، التى دعا اليها الثوار أم لا. لكن مكتب إرشاد الجماعة ألقى بالكرة فى ملعب المكاتب الإدارية بالمحافظات المختلفة، وكلفها بتقديم تصور منفصل لكل محافظة لفعاليات تلك المليونية لاتخاذ قرار نهائى. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر إخوانية ل«الشروق» أن مكتب الإرشاد كلف المناطق والشعب الإخوانية بتهيئة القواعد لتصعيد مستمر مقبل مع المجلس العسكرى، وتمرينهم على استكمال أيام الثورة مرة أخرى، وإبلاغهم أن المعركة التى يخوضها الشعب مع المجلس العسكرى «الراعى الرسمى» للثورة المضادة، قد يصل فيها تصاعد الأحداث إلى التعامل من قبل قوات الجيش والشرطة مع المتظاهرين بنفس مستوى العنف يوم 28 يناير الماضى، الذى سقط فيه شهداء فى جميع أنحاء الجمهورية».
وأوضح المصدر أن تكليف مكتب الارشاد للمكاتب الإدارية فى المحافظات المختلفة، يقضى بتقديم تصور منفصل لكل محافظة لفعاليات الجمعة المقبلة، لاتخاذ قرار نهائى حول تنظيم مظاهرات حاشدة فى الميادين الكبرى بعواصم المحافظات، أو انضمام بعض المحافظات إلى بعضها والتظاهر فى محافظة واحدة.
وبحسب مصادر إخوانية، فإنه من الواضح حتى الآن، هو تنظيم مليونيتين، الأولى فى ميدان التحرير بالقاهرة، والأخرى فى الإسكندرية، فيما لم تستقر الجماعة، بحسب المصدر، على قرار نهائى بشأن باقى المحافظات، لكنه ستنظر التصورات التى سترفعها المكاتب الإدارية للمكتب الإرشاد.
فى ذات السياق، قال رئيس المكتب الإدارى لإخوان الإسكندرية مدحت الحداد: «إن لجنة من إخوان المحافظة تتولى التنسيق والتواصل مع القوى الوطنية الأخرى حول مسار فعاليات يوم الجمعة المقبل، لمنع سرقة الثورة من قبل فلول الحزب الوطنى، المنحل».
وأضاف الحداد ل«الشروق» «الحملة الإعلامية المنظمة التى تتعرض لها الجماعة من بعض القنوات والصحف المملوكة لرموز النظام السابق، أتت بنتائج عكسية، فيما يشبه انقلاب السحر على الساحر».
وشرح الحداد جهود جماعته لكشف ما أسماه دور المجلس العسكرى فى تعويق المسار الديمقراطى، وقال: «الجماعة شكلت لجانا، وأقامت فعاليات مختلفة لقواعدها وللمواطنين فى المحافظات المختلفة، لشرح الموقف السياسى الراهن، ودور المجلس العسكرى فى تعويق المسار الديمقراطى، وكيف تتعامل الجماعة مع معطيات الواقع، وهى الحملة التى أتت بمردود واسع وتفهم شعبى لقرارات الإخوان بترشح الشاطر للرئاسة».
وبحسب الحداد فإن أبرز النقاط التى حرصت الجماعة على توصيلها للقواعد، هى شرح ملابسات تقديم الجماعة لمرشح لرئاسة الجمهورية، وفقا لقرار مجلس شوراها العام، وعدم دعم أى من المرشحين الموجودين على الساحة ممن سبق وقدموا أوراق ترشيحهم، وعودة الجماعة إلى الميدان مرة أخرى بعد بناء وتكوين مؤسسة دستورية هى مجلسى الشعب والشورى، وكونهما مؤسستين منتخبتين، يستطيعان التصدى لتغول المجلس العسكرى فى السلطات التنفيذية، ومحاولات حكومة الجنزورى حرق الأرض وتصدير الأزمات لأى حكومة قادمة، والسير فى مسارين متوازيين أولهما مسار إقامة وبناء مؤسسات الدولة، والمسار الثورى التصعيدى ضد العسكرى.
وعن تقييم الجماعة لفعاليات جمعة أمس الأول، قال الحداد: «الرسالة الآن لابد وأنها وصلت للمجلس العسكرى من أن الشعب المصرى لن يسمح مرة أخرى بعودة رموز النظام السابق لكراسى الحكم، متوعدا «أن الشعب لن يغادر الميادين مرة أخرى قبل إجبار المجلس العسكرى على تحقيق جميع مطالبه، مهما بلغت التضحيات، لكنه أكد «أن الجماعة مستعدة بالتنسيق مع القوى الوطنية لاعتصامات مليونية فى جميع محافظات مصر فى وجه المجلس العسكرى».
ولخص عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذارع السياسية للجماعة، الدكتور أسامة سليمان، الرسائل التى استهدفتها الجماعة من وراء مليونية الجمعة الماضية، وقال أول هذه الرسائل، للمجلس العسكرى ولحكومة الجنزورى، أن الثورة مستمرة ولن تسرق، وأن رجال مبارك ونجله لن يعودا مرة أخرى إلى التحكم فى الشعب المصرى وإفقاره ونهب موارده.
وأضاف سليمان «أهم الرسائل التى وجهتها المليونية والتى ستؤكد عليها الجماعة فى المليونية المقبلة بالتنسيق مع القوى الوطنية، هى إنهاء ومنع أى دور تنفيذى للمجلس العسكرى فى السلطة التنفيذية بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وعودة الجيش مرة أخرى لثكناته وتأدية دوره الوطنى فى حماية حدود البلاد، وفقا للوعد الذى قطعه على نفسه إبان تسلمه إدارة شئون البلاد عند تنحى الرئيس المخلوع، بتسليم السلطة كاملة للشعب المصرى وممثليه الذين جاءوا بالانتخابات الحرة النزيهة.
واعتبر سليمان، أن الرسالة الثالثة التى وجهتها مليونية أمس الأول، وسيتم التأكيد عليها بشكل قوى فى المليونية القادمة هى ضرورة الإنهاء الفورى للأداء الهزيل المتعمد من قبل حكومة الجنزورى وحرق الأرض وافتعال الأزمات فى البنزين والانفلات الأمنى، حتى يترحم الشعب على النظام القديم مرة أخرى، وهو ما لا يسمح به الشعب المصرى مرة أخرى، وفقا للقيادى الإخوانى.
وأضاف سليمان «هناك سيناريوهات تصعيدية بديلة ستلجأ لها الجماعة وفقا للأمانة التى حملها الشعب لنواب الإخوان فى الانتخابات التشريعية فى مجلسى الشعب والشورى».
البلتاجى يطلق 3 مبادرات للاتحاد ضد (الفلول) والتوافق حول (تأسيسية الدستور)
موافقة مشروطة لشباب الثورة على بدء الحوار مع (الإخوان)