بعد فترة من الابتعاد عن الدعوة للمليونيات أو المشاركة فيها من قريب أو بعيد قررت جماعة الإخوان المسلمين تنظيم مسيرة مليونية غدا الجمعة 13 إبريل، وذلك بعد أن "تغيرت الظروف" ضد مصالح الجماعة بترشح نائب الرئيس المخلوع اللواء عمر سليمان لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي يهدد "المشروع الإخواني"، واستهداف الإسلاميين -بل وملاحقتهم- لو تمكن هذا الرجل من تولي الرئاسة، ما دفع الإخوان إلى اللجوء إلى شرعية الشارع والاحتماء بها، فقرروا تنظيم مليونية الغد تحت عنوان "المطلب الوحيد.. معا ضد الفلول"، فيما أعلنت الجبهة السلفية والجماعة الإسلامية مشاركتهما في المليونية، وفي المقابل امتنعت القوى الثورية المحسوبة على التيار الليبرالي عن المشاركة غدا، معلنين عن تنظيم مليونية يوم 20 إبريل تحت عنوان "تقرير المصير". جمعة الغد تهدف إلى المطالبة بعزل رموز النظام ومنعهم من الترشح للرئاسة، وفي بيان أعلنت الجبهة السلفية أنها "ترفض ترشح عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسى أو غيرهم من رموز النظام البائد بأية وسيلة وبعيدا عن الجدل القانوني والدستوري سواء كان ذلك بتفعيل قانون العزل السياسي أو غيره".
والآن وبعد انفصال الإسلاميين تقريبا عن الحركات الثورية الأخرى التي كانت تدعو لمليونيات ويعلن الإخوان ووراءهم السلفيون والجماعات الأخرى المحسوبة على تنظيم الإسلام السياسي عن عدم مشاركتهم في هذه التظاهرات أو المسيرات، يعلن الإسلاميون أن "القانون الوحيد القابل للتطبيق في الوضع الراهن هو قانون الثورة وجماهير شعبنا العظيم"، مطالبة بإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والفئوية والتوافق حول القضايا العالقة سواء فيما يتعلق بالترشح لرئاسة الجمهورية أو اللجنة التأسيسية للدستور أو غيرها والتوحد حول هدف واحد وهو الوقوف صفا واحدا ضد فلول النظام السابق في كل مفاصل الدولة فضلا عن مقعد الرئاسة، داعين "كل الأحرار والشرفاء من أبناء الوطن للمشاركة في حماية مقدرات الأمة ورسم معالم مصيرها المشرق بإذن الله ثم بجهاد أبنائها المخلصين".
في المقابل أكدت حركة شباب 6 أبريل جبهة "أحمد ماهر" أنها لن تشارك في مظاهرات الجمعة المقبل، موضحة أنها ليست طرفا فيما أسمته بصراعات سياسية على السلطة والامتيازات التي يسعى إليها بعض الفاعلين في المشهد السياسي التي وصفته بالمضطرب، مشيرة إلى أن تلك الصراعات لا علاقة لها بالثورة ولا مطالبها الجامعة التي توافقت عليها جموع المصريين، وأضافت الحركة أنها دعت إلى جمعة 20 أبريل تحت اسم "تقرير المصير" على أرضية وطنية من أجل لم شمل الجميع خلف أهداف الثورة لا من منطلق سياسي أو حزبي يخدم مصالح خاصة في هذه الآونة.
مليونية 20 إبريل تهدف إلى رفض المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تحصن لجنة انتخابات الرئاسة بشكل يفتح الباب أمام الشكوك في نزاهة العملية الانتخابية، والمطالبة بإعادة تشكيل الجمعية تأسيسية الدستور على قاعدة أن الدستور ملك لكل المواطنين، لا على قاعدة الأغلبية البرلمانية المؤقتة، وكذلك لرفض تمهيد الطريق أمام فلول النظام السابق للترشح لأرفع منصب في الجمهورية بعد ثورة 25 يناير، ترى هل يستجيب النظام الحالي لمطالب المليونيتين، وهل تتحد القوى الثورية مهما تكن مرجعيتها حول هدف موحد، وهو إسقاط الفلول؟ الأيام القادمة ستشهد الإجابة.