بدأ مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولى، أمس، المقابلات مع المرشحين لمنصب رئيس البنك وذلك لاختيار الرئيس الثانى عشر للبنك، وكانت أولى المقابلات مع وزيرة المالية النيجيرية نجوزى أوكونجو إيويالا بالأمس، والتى ستليها مقابلة وزير المالية الكولومبى خوسيه أنطونيو أوكامبو اليوم، على أن تنتهى المقابلات غدا بلقاء المرشح الأمريكى جيم يونج كيم. وتتمتع المرشحة النيجيرية بدعم كبير من الدول الأفريقية والنامية عموما حيث قامت بترشيحها كلا من نيجيريا وجنوب أفريقيا وأنجولا، وتتشاور جنوب أفريقيا مع دول «بريكس» للتوافق حول ترشيح إيويالا، والبريكس هى مجموعة تضم العديد من الدول النامية مثل روسيا والبرازيل والصين والهند وجنوب أفريقيا.
ولكن التأييد الأهم جاء من داخل الولاياتالمتحدة نفسها حيث أعلنت مجلة الإيكونومست وصحيفة الفايننشال تايمز دعمهما الصريح لنغوزى إيويلا، كما كتبت مها أتال أحد الكتاب فى مجلة فوربس «هناك حجة مقنعة فى دعم نغوزى إيويلا لرئاسة البنك الدولى»، وقد كتب مجموعة من المسئولين السابقين فى البنك الدولى رسالة دعم لوزيرة المالية النيجيرية حتى تكون الرئيس المقبل للبنك الدولى.
وجاء فى رسالة الدعم المقدمة من خمسة وثلاثين من الاقتصاديين السابقين ومديرى البنك «علينا أن نختار الرئيس المقبل على أساس الجدارة». كما تقوم نيجيريا موطن «إيويالا» بحملة دعم كبيرة يشارك فيها جميع المكاتب الدبلوماسية النيجيرية بالإضافة للعديد من الشخصيات العامة النيجيرية ومواطنين عاديين، وأرسلت بعثات للعديد من الدول لإقناعهم بترشيحها.
إلا أن كل هذه المحاولات الجادة لدعم إيويلا من المتوقع أن تفشل بسبب طريقة التصويت لاختيار رئيس البنك الدولى التى تعتمد على حصة كل دولة من النقود الممولة للبنك الدولى مما يعنى أن الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان تملك 54% من القوة التصويتية. وقد أعلن وزير المالية اليابانى، جون أزومى، فى مطلع هذا الشهر أن بلاده ستدعم المرشح الأمريكى جيم يونج كيم لرئاسة البنك الدولى، على الرغم من المطالبات المتزايدة بأن يتولى رئاسة وكالة دعم التنمية متعددة الأطراف شخصية تنتمى لدول العالم النامى، ومن المعروف أن هناك اتفاقا ضمنيا منذ أكثر من ستين عاما أن تتقاسم الولاياتالمتحدة وأوروبا رئاسة البنك الدولى وصندوق النقد وقد أوفت الولاياتالمتحدة بالتزامها فى العام الماضى عندما ضمنت فوز الفرنسية كريستين لاجراد برئاسة صندوق النقد، ومن المنتظر أن ترد أوروبا الجميل فى مايو القادم عند انتخاب رئيس البنك الدولى.
ورغم ذلك فإن الدول النامية تعول كثيرا على الخبرات والقدرات الشخصية لإيويلا فى اقتناص المنصب الرفيع، حيث تتفوق على منافسيها بفارق كبير فقد عملت لأكثر من عشرين عاما فى البنك الدولى حتى وصلت لمنصب المدير التنفيذى وتحظى بعلاقات طيبة مع موظفى البنك فى مواجهة المرشح الأمريكى يونج كيم الذى قضى عمره فى مواجهة مرض الإيدز ولا يمتلك أى خبرات تذكر فى الاقتصاد والتمويل. وبالإضافة لعملها فى البنك الدولى فإن إيويلا هى وزيرة مالية دولتها للمرة الثانية وقد قامت بتحسين الموارد المالية للبلاد، وخطت خطوات رائعة لتطهير الثقافة النيجيرية من الفساد. وتحظى بتأييد أفريقى واسع فى حين لا يحظى خوسيه أوكامبو المرشح الكولومبى بتأييد دولته نفسها لأنه ساهم بزيادة كبيرة فى عجز الموازنة أثناء توليه لحقيبة المالية.
ورغم الفرق الواضح فى الكفاءة التى تتمتع به «إيويلا» فإن توماس بوليكى عضو مجلس الشئون الخارجية الأمريكى، صرح بأنه «يبدو أن الولاياتالمتحدة ستنجح فى تمرير اسم مرشحها بسبب قوة التصويت الذى تتمتع بها فى المجلس».