محمد أبوزيد ومحمد خيال ومصطفى هاشم وأسماء بدوى وميساء فهمى أكد مصدر برلمانى أن قيادات فى المجلس العسكرى لوحوا بإصدار إعلان دستورى جديد «ينقلب به على كل شىء، خاصة بعد ما حدث فى مسألة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور».
وقال المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، إن الأزمة الأخيرة بين العسكرى والإخوان تكمن فى أن الإخوان حصلوا على كل الاتفاقات التى اتفقوا عليها مع المجلس منذ الثورة، إلا أنهم «رفضوا دفع الحساب أو الوفاء بتعهداتهم» معه.
وتابع المصدر أن المجلس العسكرى «كان يعى ذلك من البداية وأخذ احتياطاته، فأعطى للإخوان كل ما أرادوه بقوانين وشكل معيب»، مضيفا: هناك حالة من التخوف تسود التيار الإسلامى بعد التلويح بالإعلان الدستورى الجديد.
يأتى هذا فيما أجمعت قيادات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة على أن الدفع برئيس الحزب، محمد مرسى، وغيره من المرشحين الإسلاميين فى سباق الرئاسة، جاء ردا على «تصرفات المجلس العسكرى». وقال عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، إن الدفع بمرسى احتياطيا «يأتى كنوع من الاحتراز، خاصة أن قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لا يمكن الطعن عليها»، حسب قوله. وأضاف حشمت أن ترشيح مرسى للرئاسة ليس تخوفا من «عوائق قانونية» فى موقف نائب المرشد، خيرت الشاطر، وإنما «لأن عملية التعويق باتت سياسية فى المقام الأول وليست قانونية». وشدد حشمت على أن الإخوان لا يسعون للاستحواذ على جميع السلطات، فهم ليس فى أيديهم أى سلطة حتى الآن، مؤكدا أن القوى اليسارية والليبرالية تحاول بشكل دائم تصوير الإخوان على أنهم الحزب الوطنى الجديد ليظهروا هم فى صورة المعارضين والمخلصين.
وأكد حشمت أن الدفع بعدد كبير من المرشحين الإسلاميين أمس جاء ردا على التلاعب بأوراق المرشحين الآخرين مثل حازم صلاح أبوإسماعيل وكذلك التلويح بالموقف القانونى للشاطر.
وأضاف حشمت أن لديه معلومات مؤكدة عن أن توكيلات عمر سليمان الذى تم الدفع به فى اللحظات الأخيرة يتم جمعها منذ أكثر من أسبوع بالأموال.
وأضاف حشمت أن المعركة باتت واضحة الآن أمام الجميع بعد ترشيح سليمان، فإذا كان المجلس العسكرى يريد أن يزور فيجب أن يكون التزوير فجا ويعلمه الجميع كما حدث فى انتخابات 2010 وليس بالمواربة حتى لا يقال إنه جاء وفقا للديمقراطية.
وأكد النائب الاخوانى محمد عماد أن «الآثار المخيفة والمرعبة» للمادة 28 هى التى دفعت الإخوان لتقديم مرشح احتياطى للرئاسة، قائلا: لو حرص الإخوان على الانتقال السريع للسلطة لكنا قد طالبنا بتعديلها باستفتاء جديد.
وقال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان ل«الشروق» انه حتى لو خرج الشاطر من السباق الانتخابى وخاضه مرسى، فإن ذلك سيؤكد للناس أن الأمر بالنسبة للإخوان ليس شخصيا، ولا يتعلق بشخص معين، ولكن بمشروع نهضة تسعى الجماعة لتحقيقه أيا ما كان الشخص الذى سيقوم بذلك.
وقال عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، فريد إسماعيل، ل«الشروق»: إن الجماعة اضطرت فى الأساس للدفع بالشاطر بعدما علمت بوجود نوايا لترشيح سليمان وقرب خروج حازم صلاح أبوإسماعيل، ووجود شبهات حول موقف العوا، مشيرا إلى أنه من المستبعد التفكير فى أبوالفتوح بناء على قرار سابق لمجلس الشورى.
وفى السياق ذاته، قال النائب عامر عبدالرحيم، ممثل الهيئة البرلمانية لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أن الأحزاب الإسلامية اجتمعت واتفقت على أن يدفع كل منهم بمرشح احتياطى، لمواجهة ما يتم من إخلاء الساحة لمرشحى النظام السابق، فتم الاتفاق على الدفع بالسفير عبدالله الاشعل عن حزب الاصالة، والدكتور محمد مرسى عن الحرية والعدالة.
وأكد أن مجلس شورى التيار الإسلامى سينعقد عقب غلق باب الطعون مباشرة للاتفاق على مرشح واحد يتم دعمه.
وفى سياق مختلف، وعلى الرغم من تأكيد عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، فريد إسماعيل، استحالة اجتماع مجلسى الشعب والشورى معا لإعادة انتخاب أعضاء جدد بالجمعية التأسيسية للدستور بعد إصرار المنسحبين على موقفهم، وقال النائب محمد عماد، إن العودة للقاء المشترك ممكن ولكن لاختيار أسماء جديدة وإعادة ترتيب الهيئات التى يتم تمثيلها، وليس لوضع معايير أو شروط وأسس جديدة، مؤكدا أن نسبة ال(50 50) لن يتم تغييرها.