سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رانيا محمود ياسين: لا نغازل الإخوان بزينب بنت الغزالى حياة أم الصابرين مليئة بالدراما والتى ستظهر من خلال المسلسل، فهى عانت القهر والظلم والاعتقال فى فترة مراكز القوى بعهد عب دالناصر
«مسلسل أم الصابرين لا يغازل الإخوان، وفريق العمل لا يضم فنانا واحدا يمكن أن نحسبه على فكر الجماعة، وكل ما فى الأمر أن زينب بنت الغزالى التى يدور حولها العمل بايعت الإمام حسن البنا، والعمل يتناول قصة حياتها من باب تقديم شخصية وطنية مصرية». بهذا نفت الفنانة رانيا محمود ياسين كل ما أحاط بمسلسلها «أم الصابرين» والذى قيل أنه أنتج خصيصا لدعم فكر جماعة الإخوان المسلمين، والدفاع عن مواقفها وتجميل تاريخها السياسى، وقالت: «مغازلة الإخوان أو أى تيار سياسى آخر لأنه أحرز نجاحا ما فى الشارع أو حصل على مناصب بحكم حالة التغير التى تعيشها مصر بعد الثورة هو نوع من العبط، لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يتنبأ باستمرار تلك التيارات فى السلطة، ومن هنا أقول إن زمن مغازلة الأنظمة والأحزاب السياسية انتهى».
وأضافت أن مسلسل «أم الصابرين» لم يخرج للنور بفضل جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، ولكن الثورة المصرية هى التى فتحت الباب أمام تقديم عمل اجتماعى سياسى ذى طابع دينى، خاصة أن هذه النوعية من الأعمال كانت ممنوعة قبل الثورة، وكان أعوان النظام السابق يرفضون تقديمها على الشاشة، وكانت الأعمال الدينية بوجه عام تعرض فى فترة ما قبل الفجر وغيرها من المواعيد التى لا تتمتع بمشاهدة جماهيرية.
وعن الجهة المنتجة للمسلسل قالت إنها شركة جديدة، قدمت من قبل عملا واحدا عبارة عن مسلسل ست كوم، وهذا العام قررت التصدى لعمل كبير يشارك فيه ما يقرب من 250 فنانا، وهو مسلسل «أم الصابرين» الذى تم اختيارها لتلعب بطولته، وتجسد فيه دور السيدة زينب بنت الشيخ محمد الغزالى، وهى شخصية وطنية لها تاريخ نضالى كبير، ولكن لا يعلمه الكثيرون بسبب حالة التعتيم التى فرضت على تاريخها من جانب الأنظمة السابقة، فهى سيدة مصرية عاشت بين عامى 1918 و2005، وكان لها دور اجتماعى من خلال عملها فى الاتحاد النسائى مع السيدة هدى شعراوى، ولكنها بعد ذلك ساهمت فى تأسيس جمعية السيدات المسلمات بهدف نشر الدعوة الإسلامية بين بنات المجتمع المصرى، وكان لها مواقف سياسية وتم اعتقالها فى الستينيات بسبب موقفها الرافض لقرارات بعض المسئولين فى تلك الفترة.
وأشارت رانيا إلى أنها كانت ستلعب دور هدى شعراوى، ولكنها فوجئت بالمخرج أحمد إسماعيل يخبرها بأنها المرشحة لدور زينب الغزالى بعد أن اعتذرت الفنانة آثار الحكيم عن الدور، والذى أكد لها أنها الأقرب لروح الشخصية التى تتمتع بالإصرار والحماس الشديد لما تعتقد بأنه الشىء الصحيح، وهذا ما أكده أيضا بعض من أسرة زينب الغزالى، والذين عاصروها. وأوضحت أن اعتذار آثار كما علمت كان بسبب التزامها بفكرة الاعتزال، ومن هنا لم يكن فى قبول الدور.
وعن مصادرها فى التعرف على المفردات الخاصة بشخصية أم الصابرين، قالت إنها التقت بعدد كبير ممن عاصروا، وبعض من أفراد أسرتها كما قرأت عنها واطلعت على بعض كتاباتها، وعرفت الكثير من الفنانة ياسمين الخيام التى تعتبر إحدى تلميذاتها، والتى صاحبتها لسنوات، وهى التى وقفت على غسلها وتكفينها عند وفاتها، فيما أشارت إلى أنها استلهمت روحها من خلال مواد فيلمية كانت بحوزة أقاربها ومعارفها تتحدث فيها عن نشاطها وأفكارها، وقالت إنها كانت محظوظة بوجود مثل هذه الأفلام.
واستبعدت رانيا وجود أى تشابه مع زينب الغزالى من حيث الشكل، ولكنها وجدت تقاربا من حيث الهيئة العامة، وشعرت بتعاطف تجاهها ووجدت فيها شخصية تستحق أن يلقى عليها الضوء من خلال عمل درامى، وقالت: «هى داعية مستنيرة ولها آراء فى السياسية والدين والمجتمع، ويجب أن نقدمها للناس لتستفيد من حياتها، وينبغى على الدراما أن تبحث عن نقاط الضوء فى تاريخنا، وأن تقدم نماذج لهؤلاء الذين يعملون من أجل المجتمع، والذين عانوا الكثير من أجل إعلاء كلمة حق فى ظل أنظمة قمعية».
وأوضحت أن حياة أم الصابرين مليئة بالدراما والتى ستظهر من خلال المسلسل، فهى عانت القهر والظلم والاعتقال فى فترة مراكز القوى فى عهد عبدالناصر، وابعدت عن الأضواء على مدار خمسين سنة، ولكنها ظلت رمزا للجلد والصبر، ومن خلالها نستعرض فترة تاريخية سياسيا واجتماعيا، ومرورا بأحداث كثيرة بداية من العصر الملكى وثلاث فترات رئاسية مختلفة.
ونفت رانيا أن يكون المسلسل بمثابة محاكمة للحقبة الناصرية، وقالت إن أحمد عاشور كاتب المسلسل ناصرى الانتماء، ورغم ذلك لم يجمل فترة حكم الرئيس عبدالناصر، والتزم بمعالجة ترصد الأحداث كما هى دون تجنٍ أو تجميل.
وتصنف رانيا مسلسلها بأنه دينى معاصر يقدم الرسالة والقيم الدينية ويرصد حياة داعية إسلامية وعلاقاتها برموز المرحلة التى عاشت فيها، ويلقى الضوء على حياتها الخاصة، وعلاقتها بوالدها الشيخ محمد الغزالى الذى كان هو الأساس والمعلم بالنسبة لها.
وعلقت على مفارقة ظهورها وزوجها الفنان محمد رياض فى عملين دينيين برمضان القادم بأنه محض مصادفة، وانه لم يكن هناك تخطيط لهذا، مشيرة إلى أن مسلسل الإمام الغزالى كان مقررا تقديمه قبل ثلاث سنوات، ولكن تم تأجيله لأن الأعمال الدينية لم تكن تلقى حماس المسئولين فى الفترة الماضية، بينما مسلسلها جاء نتاج ثورة يناير، فيما أشارت إلى أن الإمام الغزالى الذى يجسده رياض عاش فى مطلع القرن السابع عشر وهو بذلك عمل دينى تاريخى، أما بنت الغزالى التى تلعبها فى أم الصابرين ولدت فى مطلع القرن التاسع عشر وهو فى الاساس عمل اجتماعى معاصر يجسد حياة داعية دينية.