تنشط دوائر الدبلوماسية الأمريكية هذه الأيام، فى «التعرف على ورثة ثورات الربيع العربى» من الإسلاميين، الذين حملتهم أصوات الناخبين إلى برلمانات بلادهم وتشكيل الحكومات فيها لأول مرة. ففى الوقت الذى يجرى فيه ممثلو جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، زيارتهم الأولى للعاصمة الأمريكية، عقد نائب وزير الخارجية وليام بيرنز اجتماعا مع ضيوفهم من الإسلاميين المصريين والتوانسة والمغاربة والليبيين والأردنيين.
وتشارك هذه الوفود فى مؤتمر تنظمه مؤسسة كارنيجى بعنوان «الإسلاميون فى الحكم».
ولم يصدر عن الخارجية الأمريكية أى تعليق عن فحوى الاجتماع.
ومن ناحية أخرى، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى إن وفد الجماعة وحزبها التقى مسئولين «من المستوى المنخفض» بمجلس الأمن القومى.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى تجرى فيها مباحثات من هذا النوع فى واشنطن.
وذكر تومى فيتور المتحدث الرسمى باسم مجلس الأمن القومى «بعد الثورة المصرية، وسعت الإدارة الأمريكية من اتصالاتها مع القوى والأحزاب السياسية الجديدة. واجتماع الثلاثاء يقع ضمن مجموعة من اللقاءات بين المسئولين الأمريكيين وأعضاء الكونجرس والإخوان المسلمين».
وأكد فيتور «نعتبر أن من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تكون على اتصال مع جميع الأحزاب التى تعهدت باحترام المبادئ الديمقراطية ومن بينها اللاعنف»، وأشار إلى أن مسئولى بلاده «يشددون فى كل حوار مع هذه المجموعات على أهمية احترام حقوق الأقليات، ومشاركة النساء وينقلون قلقهم حول الأمن الإقليمى».
ومن ناحيتها، قالت عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة ورئيس تحرير موقعه الإلكترونى باللغة الإنجليزية سندس عاصم، فى منتدى بجامعة جورجتاون فى واشنطن «نحن هنا لنبدأ مد جسور التفاهم مع الولاياتالمتحدة».
وأضافت «ندرك الدور شديد الأهمية الذى تلعبه الولاياتالمتحدة فى العالم ونود أن تتحسن علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة عما كانت عليه قبل ذلك».
ووصفت وكالة رويترز للأنباء أداء الوفد الإخوانى فى المنتدى الذى أقامته جامعة دجورجتاون، بأنه سعى جاهدا ليظهر عقلانيا ومرنا خلال زيارته لواشنطن فاقتبس آيات من القرآن، ومن الكتاب الامريكى «العادات السبع للأشخاص الناجحين» (من الكتب الشعبية فى الولاياتالمتحدة).
وأضاف مراسلها فى واشنطن أن الإخوان صوروا أنفسهم على أنهم «الورثة الحقيقيون للثورة المصرية».
وفى تناقض مع تصريحات مرشح الإخوان للانتخابات الرئاسية خيرت الشاطر الذى قال أمس الأول إن تطبيق الشريعة «هدفى الأول والأخير»، قال نائب الأقصر عن الحرية والعدالة عبدالموجود الدرديرى إن حزبه ملتزم بمبدأ «الدولة المدنية».
وتحت ضغط السائلين المتشككين بشأن كيفية تعامل حزب الحرية والعدالة مع القضايا التى تتراوح من الدور الاجتماعى للنساء إلى حرية التعبير واختيار الديانة أكد وفد الحرية والعدالة أن الهدف هو مجتمع تعددى يحترم الحقوق الشاملة.