بدأت تظهر بوادر انفراج في أزمة الوقود، التي عانت منها مختلف محافظات الجمهورية، طيلة الأيام التسعة الماضية، وذلك نتيجة السعي الدؤوب للمعنيين من أجل احتواء الأزمة، من خلال ضخ كميات إضافية من الوقود، وردع سماسرة الأزمات، وكبح جماح تجار السوق السوداء. ففي محافظة أسيوط، أصدر المحافظ السيد البرعي قرارًا بإغلاق محطات تمويل السيارات التي تقوم بملء الجراكن بالبنزين والسولار لمدة شهر، وذلك كخطوة أولى للقضاء على أزمة البنزين في المحافظة، كما قرر إيقاف رخصة أية سيارة لمدة شهر، يتم ضبطها تحمل جراكن بداخلها؛ سواء كانت معبأة أو فارغة أو أي سيارة يقوم صاحبها بتفريغ البنزين أمام المحطات لإعادة تمويلها، وتخزين محتوياتها من المنتج وذلك لمدة شهر.
وصرح المحافظ بأنه: "سيتم تعليق لافتات في جميع محطات التموين بمختلف المراكز، بمنع ملء الجراكن لإنذار أصحاب المحطات والسيارات أيضًا، وسيتم متابعتهم عن طريق الرقابة التموينية، وتشكيل لجان مرورية من المتابعة الميدانية بالمحافظة ومديرية التموين وقوات الشرطة لمراقبة تنفيذ القرارات"، وأضاف أنه سيتم توقيع جزاءات رادعة وفورية على المتلاعبين بالوقود، حيث سيكون ذلك بمثابة خطوة فعالة للحيلولة دون تهريبه أو بيعه في السوق السوداء والمساهمة في القضاء على الأزمة.
وفي محافظة المنوفية، صرح اللواء محمد عزت فتح الباب، السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية بأنه: "تم استلام 240 ألف لتر سولار اليوم الاثنين، لمواجهة نقص السولار بقرى ومراكز المحافظة".
وأضاف أنه: "تم توزيع الكميات على مراكز شبين الكوم والشهداء، وأشمون، ومسجد الخضر بالباجور"، مشيرًا إلى أنه: "سيتم توزيع السولار على باقي المراكز خلال الساعات القليلة القادمة".
ومن جانبه، أوضح المحاسب كامل عبد الحميد، وكيل وزارة التموين بالمحافظة أنه: "يتم تكثيف الحملات الرقابية بالتنسيق مع مباحث التموين ومديرية الأمن، للتصدي لتسريب الوقود لبيعه بالسوق السوداء، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة تجاه المخالفين".
وأضاف أنه: "تم الاتفاق مع اللواء شريف البكباشي، مدير أمن المحافظة، على تكليف أفراد من الأمن لتأمين العمل داخل محطات تموين السيارات بقرى ومراكز المحافظة، للتصدي لأعمال البلطجة، والتعامل الفوري مع المشاجرات والمشاغبات في حالة حدوثها".
وكانت محطات تموين السولار بمدن المحافظة، قد شهدت هدوءًا نسبيًا بعد ضخ كميات السولار التي تسلمتها المحافظة، فيما ساد النظام عمليات التموين، ولم تتعطل الحركة المرورية على الطرق المختلفة بالمدن والقرى، بفضل الهدوء داخل محطات تموين السيارات الموجودة على الطرق.
وفي محافظة الإسماعيلية، بدأت بوادر انفراج الأزمة عقب ضخ كميات مضاعفة من الوقود إلى مختلف محطات تموين السيارات بالإقليم، فقد اختفت طوابير الانتظار الطويلة، أمام محطات التموين والتي كانت سيدة الموقف خلال الأيام الماضية، حيث امتدت حتى أمس الأحد، لمسافة تقارب المائة متر.
وعلى صعيد متصل، حررت مباحث التموين محضرًا، ضد مالك إحدى محطات تموين الوقود، بطريق مدينة الإسماعيلية الدائري؛ لامتناعه عن بيع الوقود للمواطنين، على الرغم من توافر كميات كبيرة بداخل خزانات المحطة.
وفي محافظة الشرقية، تواصلت أزمة المواد البترولية بالمحافظة؛ وذلك للعجز الشديد في الكميات الواردة، والتي تقل عن الحصة المخصصة للمحافظة بنحو 50%، ما ترتب عليه تزاحم السيارات أمام المحطات وامتدادها لمئات الأمتار، الأمر الذي نتج عنه عدة اختناقات مرورية وإغلاق العديد من المحاور والطرق الرئيسية.
وشهدت بعض المحطات مشاحنات ومشاجرات بين قائدي السيارات والعاملين بها، وذلك لتعذر تزويدهم بالوقود بعد انتظار دام ساعات في طوابير طويلة.
وبادر عدد كبير من قائدي السيارات، برفع تعريفة الركوب دون مبرر أو سند قانوني، بدعوى شرائهم الوقود من السوق السوداء بأضعاف سعره، كما سادت حالة استياء شديدة بين المزارعين؛ لصعوبة الحصول على احتياجات ماكينات الري من السولار، مطالبين بسرعة حل الأزمة قبل حلول موسم حصاد القمح.
يأتي هذا فيما تمكنت مباحث الشرقية، بإشراف اللواء عبد الرؤوف الصيرفي مدير الأمن، من ضبط 25 ألف لتر من المواد البترولية، أثناء محاولة تهريبها بطريق بلبيس - القاهرة الصحراوي.