إيريك توبول Eric Topol العالم الأمريكى وأحد العلامات الفارقة الهامة فى تاريخ طب القلب الحديث قدم للعالم هذا الأسبوع دراسة علمية باهرة قد تكون بالفعل طفرة حقيقية فى تشخيص أمراض شرايين القلب التاجية. «إمكانية تشخيص جلطة الشريان التاجى وشيكة الحدوث كانت دائما بمثابة الكأس المقدسة لكل أطباء القلب فى العالم» هكذا تحدث د.توبول عن نتائج بحثه كناية عن تلك الكأس المقدسة التى ارتشف منها السيد المسيح. للمرة الأخيرة فى عشائه الأخير برفقة حواريين واختفت. ومازال كل مسيحيى الأرض يبحثون عنها. المعنى بالطبع واضح فالأزمة القلبية وإن سبقها أعراض لمرض تصلب شرايين القلب التاجية إلا أنها تباغت الإنسان فلا أحد يدرى متى تنفجر تلك البثرة التى تسكن جدار الشريان التاجى لتسد تيار الدم السارى فيه محدثة الجلطة وما يتبعها من تداعيات قد تودى بحياة الإنسان أو فى أقل تقدير تتسبب فى موات الخلايا التى يغذيها الشريان لتتحول فيما بعد إلى ألياف. تحول تلك الخلايا الحية إلى ألياف يفقد عضلة القلب مرونتها الأمر الذى يمهد لانحسار قدرتها على الانقباض والارتخاء بحرية تمكنها من دفع الدم بالقوة المطلوبة من البطين الأيسر إلى أعضاء الجسم كله عبر شريان الأورطى فيما يعرف بهبوط عضلة القلب.
الخلايا المعطوبة تتسرب إلى الشرايين قبل الجلطة بساعات قليلة
أعلن إيريك توبول الباحث الرئيسى فى الدراسة العلمية التى أعلن عنها مركز الأبحاث العلمية Scripps Translational Scicnce Instilure «STSI» صباح الأربعاء 21 مارس أنه قد تم العثور على دلالة بيولوجية مؤكدة تشير إلى مقدمات جلطة فى الشرايين التاجية قبل حدوثها بساعات قليلة.
خلايا من جدار القلب مختلفة المظهر عن المعروفة: أكبر حجما ذات نوبات متعددة غير منتظمة الشكل تسرى فى الدم يمكن رصدها تحت الميكروسكوب من عينة دم بسيطة. عرفت الدراسة تلك الخلايا باسم (CEC) اعتمدت نتائج الدراسة على وجود تلك الخلايا فى دم خمسين مريضا نقلوا إلى أربعة مستشفيات مختلفة فى سان دييجو فى حالة اشتباه فى جلطة لم تتكون بعد واكتملت فى وقت لاحق.
تحديد نوع تلك الخلايا تم بالتعاون مع مراكز متخصصة لأبحاث الأنسجة والخلايا تستخدم تقنيات بالغة الحداثة The Veridex Cell search system كان الفرق واضحا بصورة لا تقبل الشك بين خلايا جدار القلب السلمية وتلك التى تم اعتداء ما عليها ترك آثاره على مواصفاتها الشكلية حيث تمت مقارنتها بخلايا تم تجميعها من أربعة وأربعين شخصا أصحاء من المتطوعين.
الاختبار سيكون متاحا خلال عامين على الأكثر
تظهر أهمية هذا الاختبار بعد اكتماله فى غرف الطوارئ حينما ينقل إليها مريض يشكو من ألم فى صدره بينما رسم قلبه لا يعلن عن تغيرات تشير إلى حدوث جلطة.
«من المفيد للغاية إجراء هذا الاختبار لمعرفة إذا ما إذا كان المريض فى حالة تكون للجلطة أو أنه على الأقل يتوقع حدوثها فى غضون أيام قادمة» الحديث للدكتور راجافا Ragava Gollapudi أحد المشاركين فى الدراسة العلمية التى يتوقع أن تتحول إلى أحد الأبحاث التى تجرى روتينيا لكل المرضى فى غرفة الطوارئ أو الرعاية الدقيقة فى العام القادم أو الذى يليه على أكثر تقدير. قد يكون بالفعل هذا الاختبار هو أكثر الاختبارات المعروفة حساسية لمقدمات جلطة القلب إذ إن تلك الخلايا تعلن عن بداية معركة وشيكة بدأت منها بالفعل تلك المناوشات على الحدود قبل أن يكتمل الهجوم على عضلة القلب. التدخل لإنقاذ المريض فى تلك المرحلة إنما هو إنقاذ فعلى لحياته وحصر للأذى فى أضيق الحدود.