أعرب المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم عن سعادته وافتخاره بتعادل فريقه سلبيا مع منتخب جنوب أفريقيا في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للقارات 2009 التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 28 يونيو الحالي. وقال بورا إن نتيجة المباراة تدعو للسعادة والفخر لأن فريقه عبر هذا اللقاء الصعب أمام صاحب الأرض الذي ساندته الجماهير الغفيرة بحرارة شديدة منذ بداية اللقاء وحتى نهايته. وأوضح بورا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة إن النتيجة تمنح فريقه فرصة جيدة للعبور إلى الدور قبل النهائي ، رغم الاعتراف بصعوبة المباراتين القادمتين للفريق أمام أسبانيا ونيوزيلاندا. كما أعرب عن سعادته أيضا بتطبيق لاعبيه للخطة التي وضعها للمباراة حيث أدى الفريق المباراة بشكل طيب في ظل الظروف المحيطة باللقاء ، وأكد أنه يسير بالفعل على الطريق الصحيح. وأضاف بورا أن كأس العالم الحالية للقارات بطولة مهمة للغاية ، ولكنها صعبة في نفس الوقت "والتأهل لدورها قبل النهائي لن يكون سهلا على الإطلاق". كما أشار إلى أنه ، رغم صعوبة التأهل للمربع الذهبي ، فإن فريقه سيجتهد كثيرا في المباراتين المقبلتين. واعترف بورا بأن فريقه لم يقدم أداء متميزا "لكن المهم هو النتيجة وسيتحسن الأداء تدريجيا بتوالي المباريات". وقال مدرب العراق "يمكننا الآن الاستمتاع بهذه النتيجة لمدة يومين وبعدهما سنركز في المباراة التالية للفريق أمام المنتخب الأسباني الأربعاء المقبل". وبدت السعادة والارتياح على وجوه لاعبي العراق بعد المباراة مباشرة وكان أكثرهم لفتا للأنظار هو نشأت أكرم ، صانع ألعاب الفريق والذي يخوض تجربته الاحترافية في أوروبا مع بداية الموسم المقبل من خلال فريق تفنتي أنشخيده ، بينما غاب يونس محمود ، قائد الفريق عن الأنظار عقب اللقاء بسبب انشغاله باختبار الكشف عن المنشطات. وقال أكرم إن الفريق حصل على نقطة ثمينة ومهمة للغاية من المباراة الافتتاحية ، رغم كل الظروف التي أحاطت بالفريق خلال الفترة الماضية. وأشار أكرم إلى أن الفريق أدى الخطة التي وضعها المدرب الصربي بورا وكان يسعى لتحقيق الفوز ، لكن الظروف لم تساعده وعلى الرغم من ذلك ، فالنقطة التي حصل عليها ستكون في غاية الأهمية للفريق في هذه البطولة ، لأنها تمثل دفعة معنوية كبيرة خاصة وأنها أمام صاحب الأرض وجماهيره المتحمسة. وقال أكرم إن استعدادات المنتخب العراقي للبطولة اقتصرت على أربعة أسابيع أو أقل من ذلك "لكن الروح المعنوية للاعبين وحماسهم وإصرارهم على إسعاد الجماهير ونجاحهم في تنفيذ خطة المدرب لعبا دورا جيدا في خروج المباراة بهذه النتيجة". أما عن المباراة التالية أمام المنتخب الإسباني ، فقال أكرم إن المنتخب الإسباني فريق قوي ولكن هذه النقطة منحت العراق دفعة قوية قبل مواجهة الماتادور الإسباني "وفي كرة القدم ، يكون كل شيء ممكنا". وأوضح أكرم أن التعادل في مباراة جنوب أفريقيا يمنح فريقه فرصة كبيرة للتأهل للمربع الذهبي بشرط الفوز في إحدى المباراتين المتبقيتين. كما أكد سعادته البالغة بالمساندة العربية التي يجدها المنتخب العراقي حاليا "فجميع وسائل الإعلام العربية ترى فيه ممثلا لكل البلدان العربية وليس للعراق فحسب". وقال كرار جاسم نجم خط وسط الفريق ، والذي تعرض للإصابة في بداية اللقاء لكنه استكمل اللعب ، إن المباراة كانت في غاية الصعوبة ، فالجميع شاهدوا هذا الجمهور المتحمس لمنتخب جنوب أفريقيا ، لكن الفريق العراقي أدى مباراة خططية جيدة وخرج بنقطة ثمين. وأضاف جاسم ان مستوى المنتخب العراقي يتحسن من مباراة لأخرى ويجب مساندته حتى النهاية. أما عماد محمد ، نجم هجوم الفريق ، فقد أكد أن الفريق لعب من أجل الفوز ولكن حصوله على نقطة من هذه المباراة يمثل فوزا معنويا مهما للغاية وعليه أن يستثمره في المباراة المقبلة أمام المنتخب الإسباني. وقال عبد الوهاب أبو الهيل الذي شارك في اللقاء من على مقاعد البدلاء إن الفريق أدى مباراة خططية جيدة ونفذ تعليمات المدرب وكان بإمكانه تحقيق الفوز لكن الرهبة والبداية القوية أمام أصحاب الأرض أضاعت منه الفوز. وأضاف أن الفريق "تخلص من رهبة البداية وسيتخلى عن حذره في المباراة القادمة حيث سيهاجم المنتخب الأسباني "ولن يكون لقمة سائغة له". من جانب آخر ، أعرب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد عن رضاه عن نتيجة منتخب بلاده بتعادله مع جنوب افريقيا الدولة المضيفة صفر-صفر في افتتاح مباريات بطولة كأس القارات وقال حسين سعيد : "نعم نحن راضون عن النتيجة خصوصا اننا كنا نواجه المنتخب صاحب الارض والجمهور وكانت المدرجات مليئة عن اخرها لمؤازرته". وتابع "لم يكن الاداء مقنعا لكن يجب ان نعلم بانها المباراة الافتتاحية وغالبا ما يرافقها الحذر والخوف من الخسارة، على العموم الخروج بنقطة واحدة امام اصحاب الارض نتيجة جيدة بالنسبة الينا". وانتقد حسين التبديلات المتأخرة التي اجراها المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش ، مشيرا الى انها لم تعط الفائدة منها، واعتبر بان الارهاق نال من لاعبي المنتخب العراقي في الدقائق الاخيرة لكنه نجح في الخروج بنقطة. من جهته ، اعتبر رئيس بعثة المنتخب العراقي هادي جواد بداية منتخب بلاده طيبة وستدفع بالمنتخب لبذل المزيد في مباراته المقبلة امام اسبانيا. وقال جواد "لقد حققنا شيئا هاما خصوصا في مباراة الافتتاح التي تنطوي عادة على اهمية كبيرة وتلعب فيها ظروف كثيرة، سيدفعنا للتشبث بالامل رغم صعوبة المواجهة المقبلة امام بطل اوروبا، وعلينا الان ان نفكر كيف نمضي ونجعل ملء الثقة امامنا".