يعود اليوم مرة أخرى من العصر الذهبى لهوليوود الفيلم الرومانسى «كازابلانكا» لمدة يوم واحد فقط فى دور العرض السينمائية إحياء لذكرى مرور سبعين عاما على طرحه بالسينما، وهو من أجمل قصص الحب فى كلاسيكيات السينما الامريكية منذ إنتاجه 1942. وقال عنه النقاد إنه أفضل ما يمثل كلمة فيلم، ولا عجب من أن الكثيرين يعودون مرارا وتكرارا لمشاهدته على الرغم من أنهم يحفظون السيناريو كاملا وينطقون بعباراته حتى قبل أن ينطقها الممثلون وربما يشعر البعض اثناء مشاهدته بأنهم فى رحلة إلى الماضى إلى زمن صعب أن نعيشه مرة أخرى.
وقد قرر منظمو الاحتفال أن يعرض الفيلم فى 450 قاعة يوم 21 من شهر مارس الجارى، وتعتبر قصة الفيلم من أجمل قصص الحب فهى تدور فى الدارالبيضاء خلال الحرب العالمية الثانية حيث هرب الكثيرون اليها من آثار الحرب الدائرة لتكون نقطة الانطلاق إلى إسبانيا ثم إلى أمريكا.
وأثناء تلك الاحداث نرى قصة حب بين صاحب حانة يدعى ريك ويلعبه الممثل همفرى بوجارت وهو شاب أمريكى ولا يعرف المشاهد لماذا لا يعود هذا الشاب إلى بلده وفتاة تدعى السالاند كان يعرفها فى الماضى وتخلت عنه فى محطة القطار وتقوم بدورها الممثلة إنجريد بيرجمان. وعلى الرغم من أن الأحداث تدور اثناء فترة الحرب إلا أن ريك ليست له علاقة بأى نشاط سياسى وتجبره الظروف على مقابلة شخص يدعى اوجارت ويلعبه الممثل «بيتر لورى» معه خطاب اجتياز أو تأشيرة مرور يعطيان لحاملهما الحق فى مغادرة الدارالبيضاء دون التعرض للمساءلة.
ويطلب اوجارت من ريك الاحتفاظ بهما إلى أن يأتى المشترى المناسب ثم يقتل اوجارت، وهنا يعرف ريك ان زوج السالاند «فيكتور لازلو» زعيم فى حركة المقاومة ضد النازية وكان لابد أن يغادر الدارالبيضاء قبل أن يختفى فى ظروف غامضة، ولسوء الحظ لم يحصلا على الخطابات الضرورية من المصادر الشرعية للسفر والنزوح خارج البلاد نظرا لتدخل النازيين، ولا تجد السالاند طريقا آخر غير اقناع ريك بالتنازل عن تأشيرات الخروج، فتذهب اليه وتعده بأنها سوف تبقى معه إذا وافق على إعطاء فيكتور الخطاب ليتمكن من الخروج من البلاد لأنها ما زالت تحبه.
ويوافق ريك على الاتفاق ويبيع حانته ولكنه يبلغ السلطات لتقبض على فيكتور وعندما جاءت لحظة الرحيل غير ريك رأيه وتدخل مستخدما مسدسه لتهديد الضباط لفتح الطريق إلى المطار وبالفعل ترحل السالاند وزوجها بينما يغادر ريك وصديقه الدارالبيضاء، ليركز الفيلم فى النهاية على ان التضحية ونسيان الاساءة هما من علامات الحب الحقيقى الذى يمكن أن يدوم إلى الأبد حتى إن لم يكن هناك أمل.
ويقوم بالبطولة همفرى بوجارت واينجريد بيرجمان وبول هينريد وأخرجه مايكل كورتيز،وحصل هذا الفيلم على ثلاث جوائز أوسكار أفضل فيلم للمنتج هارولد برنت والس، أفضل مخرج مايكل كورتيز وافضل سيناريو وحصل عليها جوليوس ابشتاين ،فيليب ابشتاين وهوارد كوتش.
جدير بالذكر أن أبطال هذا العمل حصلوا على الأوسكار من أعمال أخرى، فقد حصل الممثل همفرى بوجارت على الأوسكار أفضل ممثل عام 1951 عن فيلم «الملكة الأفريقية»، بينما حصلت الممثلة انجريد بيرجمان على الأوسكار افضل ممثلة مرتين الاولى عام 1944 والثانية عام 1956، أما الممثل كلود راينز فقد رشح للأوسكار أربع مرات منهم ترشيح عن دوره فى كازابلانكا كأفضل ممثل ثانوى.
يذكر أن تكلفة هذا الفيلم 950.000 ألف دولار بينما حقق فى شباك التذاكر فى أسبوعه الأول 181.494 ألف دولار فى الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال أحد عشر دور عرض وحقق فى الإجمالى 1.711.198 مليون دولار فى أمريكا.