أعلنت كل من فرنسا وليبيا عزمهما طلب تسليم الرئيس السابق للاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي المعتقل في نواكشوط والذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية. أعلنت الحكومة الليبية السبت انها ستطلب من موريتانيا تسليم الرئيس السابق للاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية الليبية ناصر المانع في مؤتمر صحافي ان "السلطات الليبية بدأت اجراء اتصالات (هاتفية) لطلب تسليم" السنوسي، موضحا ان طرابلس "مستعدة" لهذا الأمر تمهيدا لمحاكمة السنوسي.
وأضاف ان "الحكومة الليبية مستعدة لاعتقال السنوسي في سجن ليبي ولمحاكمته في محاكمة عادلة"، وتابع المتحدث انه تم اعتقال السنوسي فيما كان يرافقه شخص أخر قد يكون نجله.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية "بدأنا فعليا بتحركاتنا الدبلوماسية للمطالبة باستلام عبدالله السنوسي بعد أن أصبح مؤكدا لدينا بما لا يدع مجالا للشك نبأ اعتقاله".
وأضاف ان "وزارة الخارجية الليبية تعمل حاليا على استلام السنوسي من السلطات الموريتانية من خلال اتصالات وتحركات جارية"، موضحا أن "ما يعزز إمكانية محاكمة السنوسي في ليبيا على جرائمه ضد الإنسانية هو عدم توقيع موريتانيا على اتفاقية روما الخاصة" بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق السنوسي لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
وقال مندوب ليبيا لدى المحكمة الجنائية الدولية ومنسق العلاقات بينها وبين ليبيا المستشار أحمد الجهاني ان المحكمة تلقت اخطار من السلطات الموريتانية يفيد انه تم اعتقال السنوسي في مطار العاصمة الموريتانية.
وكشف الجهاني أن "وفدا ليبيا رفيع المستوى في صدد المغادرة إلى العاصمة الموريتانية خلال الساعات ال24 المقبلة لإجراء مباحثات مع السلطات الموريتانية حول استلام السنوسي وإجراء محاكمة له في ليبيا".
وكان مصدر امني موريتاني أعلن في وقت سابق اعتقال السنوسي احد أركان نظام معمر القذافي ليل الجمعة السبت في مطار نواكشوط.
وقال المصدر ان الأجهزة الامنية الموريتانية اعتقلت السنوسي لدى وصوله من مدينة الدارالبيضاء المغربية في رحلة عادية، موضحا انه كان يسافر حاملا "جواز سفر ماليا مزورا".
من جهته نوه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت باعتقال قائد الاستخبارات الليبي السابق العقيد عبدالله السنوسي، مؤكدا ان فرنسا ستطلب تسلمه لانه حٌكم غيابيا بالسجن مدى الحياة سنة 1999 لدوره في اعتداء على طائرة فرنسية سنة 1989.
وافاد بيان من الرئاسة الفرنسية ان "رئيس الجمهورية يشيد باعتقال السلطات الموريتانية عبد الله السنوسي قائد اجهزة الاستخبارات الليبية في نظام العقيد القذافي".
واوضح البيان ان "هذا الاعتقال، وهو نتيجة جهود مشتركة فرنسية موريتانية، وسيسمح خلال الساعات المقبلة لفرنسا برفع طلب اعتقال بهدف تسلمه من القضاء الموريتاني".
وذكرت الرئاسة الفرنسية بان "مذكرة توقيف دولية صدرت بحق عبد الله السنوسي بعدما ادانته محكمة فرنسيا غيابيا بالسجن مدى الحياة في التاسع عشر من سبتمبر 1999 لدوره في اعتداء العاشر من سبتمبر 1989 على طائرة كانت تقوم برحلة يوتا 772، والذي اسفر عن مقتل 170 راكبا منهم 54 فرنسيا".
وقاد العقيد عبد الله السنوسي (62 عاما)، صهر معمر القذافي ومن المخلصين له، لمدة طويلة جهاز الاستخبارات العسكرية في ليبيا الذي تعتبره المحكمة الجنائية الدولية "احد أقوى الأجهزة وأكثرها فاعلية بين أجهزة القمع في النظام".