(لافارج) تعرض تصميمات مبتكرة على (الإسكان) لتخفيض تكاليف (المليون وحدة)

التصميمات التقليدية ترفع تكلفة المشروع إلى 130 مليار جنيه

تعتزم شركة لافارج للأسمنت الانتهاء خلال شهرين من نموذج لتصميمات المبانى يقلل من التكلفة المباشرة للمبانى بنسبة 14%، كما يحقق العزل الحرارى ويضمن كفاءة أفضل لاستهلاك الطاقة داخل المبنى، وتخطط الشركة لعرض هذا النموذج على الحكومة المصرية لتطبيقه فى مشروع «المليون وحدة» الذى تعد له وزارة الاسكان حاليا، بحسب ما قاله خالد غريب مدير الخطط والاستراتيجية والتطوير بلافارج.

وتعتزم وزارة الاسكان مخاطبة البرلمان خلال شهور قليلة للموافقة على تخصيص جزء كبير من استثمارات الموازنة الجديدة لمشروع بناء مليون وحدة سكنية على 5 سنوات، بمعدل 200 ألف وحدة سنويا، وتقدر وزارة الإسكان تكلفة المشروع ب130 مليار جنيه بناء على التصميمات التقليدية للمبانى.

وأشار كريستوف ليفى، خبير البناء المستدام بمركز ابحاث البناء التابع للشركة بباريس، إلى أن التصميم المتطور للافارج يساعد فى تقليل استهلاك المبنى من الطاقة بمقدار 14%، «يمكننا ان نقلل من استهلاك المبنى للطاقة اذا تدخلنا فى طبيعة مواد البناء، كما ان العزل الحرارى للمبنى يقلل من استهلاك الكهرباء» كما يضيف ليفى. الجدير بالذكر أن وزارة الإسكان تنسق حاليا مع وزارة التعاون الدولى لطلب قرض من البنك الدولى لسد عجز ميزانية مشروع المليون وحدة، والذى لن تستطيع موازنة الدولة تحمله بالكامل.

وأشار ليفى إلى أن الصين تعتبر تبنّى تلك التصميمات المبتكرة فى البناء أحد أهم المحاور فى تخطيطاتها لمشروعاتها السكنية «والآن تستهدف القرى الصغيرة فى الصين أن تقلل من استهلاكها للطاقة بمقدار 75%».

ويرى ليفى أن العالم لم يعد يمتلك رفاهية الوقوف عند نظم التقليدية للبناء، ف75% من سكان العالم يعيشون فى مدن، «والزحف على المدن لا يزال مستمرا فالتمدن هو سمة المستقبل، لأنه من المتوقع خلال 30 سنة أن يتراوح عدد سكان المدن فى العالم ما بين 2 إلى 3 مليارات نسمة»، مشيرا إلى أنه فى ظل تنامى الطلب على الإسكان فإن مصانع مواد البناء تستهلك 40% من الطاقة فى العالم وتسهم فى 30% من الانبعاثات الحرارية.

وبرر كريستوف فى تصريحات «الشروق» انتقال صناعات مواد البناء من أوروبا إلى الشرق الاوسط، بأنه «ليس صحيحا أن أوروبا تصدر للشرق الأوسط الصناعات الملوثة للبيئة مثل الأسمنت والحديد، ولكن أوروبا لم تعد فى مرحلة التطور والنمو» مشيرا إلى أن القارة الأوروبية لم تعد تستهلك كميات ضخمة من مواد البناء، حيث يصل حجم استهلاك العالم من الأسمنت حوالى 2,7 مليار طن سنويا وتستهلك الصين نحو مليار طن منها، وكذلك باقى دول الشرق الأوسط، وهو ما دفع صناعة الأسمنت للتركز فى الشرق الأوسط بالقرب من الأسواق الناشئة الأكثر استهلاكا لتلك الصناعة، برأيه، خاصة وأن الأسمنت سلعة غير قابلة للنقل لمسافات بعيدة «حيث يصعب نقل الأسمنت لأبعد من 200 إلى 400 كم متر عن المصنع».