فاز الفيلم الروائي الكيني (فتى الروح) الليلة الماضية، بجائزة أحسن عمل في ختام أول مهرجان للسينما الافريقية بمصر. ونالت مصر الدولة المضيفة جائزتين إحداهما لفيلم تسجيلي يتناول جوانب من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت يوم 25 يناير 2011 وأدت إلى خلع الرئيس السابق حسني مبارك بعد 18 يوما.
وقيمة جائزة النيل الكبرى التي حصلت عليها المخرجة الكينية هوا عثمان عشرة آلاف دولار أمريكي. وشارك 15 عملا في مسابقة الأفلام الطويلة التي نال فيها الفيلم السوداني (السودان حبيبتنا) للمخرجة تغريد السنهوري جائزة لجنة التحكيم وقدرها ثمانية آلاف دولار.
ونال الفيلم التسجيلي المصري (مولود في 25 يناير) للمخرج أحمد رشوان جائزة أحسن إسهام فني وقدرها خمسة آلاف دولار. ويستعرض الفيلم أيام الاحتجاجات طوال ثورة 25 يناير حتى يوم 27 مايو ايار 2011 الذي شدد فيه المتظاهرون بميدان التحرير بوسط القاهرة على "مدنية الدولة".
وأهدى رشوان الجائزة إلى "ثوار 25 يناير.. وإلى شهداء الثورة". وقال "الثورة مستمرة" وهو شعار يطلقه نشطاء يتهمون الحكومة بالتلكؤ في تنفيذ مطالب الثورة في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.
وهتفت جموع في قصر ثقافة مدينة الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة "يسقط يسقط حكم العسكر" في إشارة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ خلع مبارك.
وسلم الجوائز عزت سعد محافظ الأقصر ، ووزير الثقافة المصري السابق عماد أبو غازي، الذي تبنى إقامة المهرجان حين تولى الوزارة العام الماضي.
وقبل توزيع الجوائز قال سيد فؤاد رئيس المهرجان "لولا ثورة 25 يناير ما كان هذا المهرجان الذي من خلاله تمد مصر يدها لافريقيا وتمد افريقيا يدها لمصر". ثم أعلن عن تكريم المخرج الاثيوبي هايلي جريما الذي عرض فيلمه (تيزا) في حفل افتتاح الثلاثاء الماضي.
وأشاد جريما بدور مصر في عهد رئيسها الأسبق جمال عبد الناصر الذي وصفه بأحد العلامات البارزة في مسيرة التحرر في القارة السوداء، مشددا على أهمية العمق الافريقي لمصر. وشدد على المعنى نفسه المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عضو لجنة التحكيم الذي يزور مصر لأول مرة.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي تنافس فيها 25 عملا فاز الفيلم المغربي (حياة قصيرة) للمخرج عادل الفضيلي بجائزة النيل الكبرى وقدرها خمسة آلاف دولار، ونال فيلم (صرخة طائر) للمخرج ساني الهاجي ماجوري من النيجر جائزة لجنة التحكيم وقدرها أربعة آلاف جنيه ، ونال الفيلم التونسي (قاع البئر) للمخرج معز بن حسن جائزة أفضل إسهام فني وقدرها ثلاثة آلاف دولار.
ومنحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين بمصر جائزة للفيلم القصير باسم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف وقدرها 2000 دولار وتقاسمها فيلما (استعارة الكاسافا) للكاميروني ليونيل ميتا (وجلد حي) للمخرج المصري فوزي صالح.
وأدار ورش العمل مجموعة من كبار السينمائيين هم المخرج سمير سيف ومدير التصوير كمال عبد العزيز والسيناريست هاني فوزي من مصر والمخرج التونسي رضا الباهي والمونتيرة التونسية كاهنة عطية.
وأعلن المهرجان في حفل الختام أنه خصص 50 ألف دولار لدعم إنتاج خمسة أفلام قصيرة من مشاريع الشباب المشاركين في الملتقى وستشارك في الدورة القادمة إضافة إلى دعم إنتاج فيلم طويل بمبلغ 30 ألف دولار.
وافتتحت الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية قبل ثمانية أيام بمشاركة أفلام تمثل 34 دولة افريقية.
وتنظم المهرجان مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وهي غير ربحية وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006 ونظمت العام الماضي أنشطة في القاهرة والمحافظات عنوانها (الفن ميدان) كما شاركت في ديسمبر 2011 في تنظيم احتفالات في القاهرة والإسكندرية والأقصر بمناسبة مئوية الروائي المصري نجيب محفوظ (1911-2006) باعتبارها عضوا في ائتلاف الثقافة المستقلة.