على هدير الطائرات الإسرائيلية ليلاً التي تحوم فوق منازل سكان غزة، وعلى ضوء الشموع، تجلس الطالبة في الصف التاسع يسرا أسعد صادق لتحضير دروسها اليومية، فيما ينتاب القلق وجه تلك الطفلة تخوفاً من تعطيل العملية الدراسية. وقالت يسرا، التي نالت المرتبة الأولى على مدينة خان يونس بجنوبي قطاع غزة في الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، "لست متأكدة ما إذا كانت الأمور ستسير وفق أحلامنا وتطلعاتنا في تحصيلنا العلمي كباقي مجتمعات العالم.
ولا يبدو، بحسب التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن عدوان جديد على غزة واستعداد جنودها للبدء في تنفيذ الهجوم في أي وقت، أن تسير حياة سكان غزة وفق الوضع الطبيعي الحالي.
وقالت يسرا ل"العربية نت": "علينا تفويت الفرصة على هؤلاء الدمويين، فهم لن يتوانوا لحظة في قتل الأطفال وإنهاء أحلامهم وأحلام الناس في العيش بكرامة".
ويدرس أكثر من مليون طالب فلسطيني، منهم أكثر من 710 آلاف في الضفة الغربية، وأكثر من 471 ألف في قطاع غزة، لكن المدارس كانت عرضة لقصف إسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة أواخر عام 2007، وقتل عشرات الأطفال وطلاب المدارس.
ودعا تلاميذ من غزة العالم إلى مواقف عملية تبرهن على مواقفهم الإنسانية تجاه قطاع غزة، الذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وقالوا إن انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة "يؤثر على تحصيلنا العلمي بالإضافة إلى الخطر الذي ينجم عن استعمال الشموع والمولدات الكهربائية في البيوت".
وناشد هؤلاء التلاميذ أقرانهم في دول العالم "الوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم والضغط من أجل أطفال غزة"، وأضافوا: "نعيش ظلاما يراد منه طمس مستقبلنا العلمي من خلال قطع الكهرباء عنا وهي العمود الفقري للحياة".
وعادة ما يتأثر تلاميذ المدارس في قطاع غزة بانقطاع الكهرباء وتهديدات إسرائيل بحرب محتملة على غزة، حسب المرشد الاجتماعي مهند عبد الرحمن، الذي يؤكد أن عقول الأطفال تتأثر بحسب الجو والبيئة المحيطة بهم.
وقال عبد الرحمن: "فضلاً عن ذلك، فإن سلوكا سلبيا ينتهجه الأطفال نتيجة الحالة النفسية المتقلبة التي يعيشونها، فهم من جهة لا يمكنهم تحصيل تعليمهم بشكل طبيعي وفي ظروف طبيعية، ومن جهة أخرى يشاهدون الموت والرعب من خلال صوت الصواريخ والطائرات التي تحلق على مدار الساعة فوق أجواء قطاع غزة".
وأضاف: "ومع ذلك هناك عدد من التلاميذ تحفزهم تلك العوامل الهدامة، على بناء أنفسهم بأنفسهم، وتحصيل بنتائج أفضل"، وأكد أن فئة الطلبة المتفوقين "لا تأبه بالتهديدات ولا انقطاع الكهرباء، فما يهمهم هو التفوق في تحصيلهم العلمي والتفرغ الذهني للعلم".
تقول الطالبة يسرا: "عادة ما تخرج من بين الدمار والرعب والفقر، قصص النجاح والتفوق، متمثلة بأناس يصنعون التاريخ والمجد.