حذر عدد من المنتجين والموزعين السينمائيين من انهيار موسم الصيف السينمائى وتعرضهم لخسائر تقدر بملايين الجنيهات، وذلك فى أعقاب إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول فيروس إنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمى، وما سبقها من تصريحات لوزير الصحة حاتم الجبلى، أشار خلالها إلى خطورة الأماكن المزدحمة، وبينها دور العرض السينمائى والمسارح، واحتمال أن تلعب دورا خطيرا فى انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير بعد أن عرف طريقه إلى مصر. بدورها اعتبرت المنتجة والموزعة إسعاد يونس وصول الفيروس إلى مرحلة الوباء بمثابة «كارثة بكل المقاييس تهدد أفلام الصيف»، وقالت «أنا مش عارفة نلاقيها منين ولا منين». وأضافت: نحن كمنتجين وموزعين نتعرض لضغوط شديدة جدا، فالسينما تعانى من أزمة فى ظل عدم توافر السيولة المالية، وتقليص مدة الموسم ليصبح 90 يوما فقط بسبب رمضان، ولا نحتمل ضغوطا جديدة مثل إنفلونزا الخنازير، وكل هذا يعتبر «خراب بيوت مستعجل». غير أن إسعاد يونس عادت وقالت إننا بالطبع لا نستطيع أن نقول إن وزير الصحة لا يملك الحق فى ذلك، خاصة أن صحة المواطنين أهم كثيرا وتأتى فى المقدمة، ولكننى أتحدث عن الأزمة التى يمكن أن تتعرض لها السينما بسبب هذا الإجراء. وأشارت إلى أنه حتى الآن لم يتضح تأثير ظهور الفيروس فى مصر على معدلات ارتياد الجمهور للسينما ولم تنخفض الإيرادات باستثناء يومين فقط الأول خلال زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما والثانى خلال مباراة مصر والجزائر. وهو ما أكده المنتج محمد السبكى أيضا، مشيرا إلى عدم وجود أى تأثير لتصريحات وزير صحة مصر عقب ظهور الفيروس على نسبة الوجود الجماهيرى بدور العرض السينمائى، موضحا فى الوقت نفسه أنه سيتابع الإيرادات خلال الأيام القادمة، وفى حال لاحظ تأثيرا ما فسيدعو لاجتماع غرفة صناعة السينما حتى تتم دراسة ما يمكن عمله لتدارك هذه المشكلة. المنتج والموزع هشام عبدالخالق، كشف عن بداية تشكيل ملامح خطة للتعامل مع الأزمة، وقال: كمنتجين وموزعين سنعقد اجتماعا مع شركة «جود نيوز» ونحاول خلال الاجتماع التوصل إلى مجموعة قرارات تحدد طريقة التعامل مع الأزمة، موضحا أنه من المفترض نزول فيلم «بوبوس» لدور العرض الأربعاء المقبل، وكذلك كان مقررا عرض فيلم «السفاح» يوم 26 من الشهر الجارى وربما بسبب إنفلونزا الخنازير سنحتاج إلى إعادة النظر فى هذه المواعيد. وأضاف أن هناك ثلاثة خيارات تتم دراستها للتعامل مع الموقف، الأول نقوم بعرض الأفلام الجديدة ولا ننتظر تداعيات الأزمة، والثانى أن يصاحب عرض الأفلام إجراءات وقائية كالكمامات وغيرها فى تأكيد على أن نضمن أن تلك الإجراءات ستأتى بنتيجة إيجابية بنسبة 100%. أما الخيار الثالث فسنلجأ إليه فى حال تم فرض حظر على المواصلات العامة والجامعات وباقى التجمعات وحينها سغلق دور العرض تماما، ونحن فى انتظار القادم لأنه سيحدد أى اختيار سوف نقوم به. ولكن لن نلجأ إلى إغلاق دور العرض إذا لم يتم إغلاق الجامعات والمواصلات. وعن حجم الخسائر المتوقعة فى حال الاضطرار إلى الخيار الثالث، قال: دائما يجب أن نضع فى حسباننا الأشياء الخارجة عن إرادتنا، وهذا قدر ولكننى أتوقع أن ما سنخسره يمكن تعويضه لأن الجمهور سيقبل على مشاهدة تلك الأفلام عند عرضها بعد انتهاء الأزمة. ورغم أن منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما يلتمس العذر لوزير الصحة فى تصريحاته الأخيرة، غير أنه قال: مش فاهم لماذا يتم إلقاء أى مشكلة على السينما، فهل التجمعات فقط مقصورة على دور العرض؟.. ألا يوجد تجمعات فى المترو والمواصلات والشوارع والمقاهى؟. وأضاف: لا أملك أن أوجه اللوم لوزير الصحة لأن صحة المواطنين تأتى فى المقدمة، وفى حال تأثر موسم الصيف السينمائى فلن يكون بيد غرفة صناعة السينما فعل أى شىء، ولكن هذه التصريحات كارثة حقيقية على السينما وأقول له عليك باتخاذ الإجراءات اللازمة، ولا تقول للناس لا تذهبوا للسينما وإلا فليشمل التحذير جميع أماكن التجمعات. أما المنتج والسيناريست محمد حفظى فأكد أنه شخصيا لا يعرف ما هى الخطوات الواجب اتخاذها، وقال إنه وغيره من المنتجين بالتأكيد يضعون صحة المواطنين على رأس أولوياتهم حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، موضحا أنه ينتظر قرارات أصحاب دور العرض للتعامل مع الأزمة، معربا عن ثقته فى أنها ستكون فى مصلحة الرواد والصناعة معا. ونفى جمال محمود عواد مدير إحدى دور العرض بوسط القاهرة، أن يكون قد شهد موسم الصيف السينمائى أى تغيير عقب الإعلان عن وجود بعض الإصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير بمصر. وفيما يتعلق بالمسرح، قال مدحت يوسف مدير المسرح العائم: إننا بطبيعة الحال نعتبر منفذين لتعليمات وزير الصحة، لأننا مسرح صيفى مفتوح وبالتالى فجميع الشروط الوقائية تتوافر به، لافتا إلى أن وزير الصحة نصح الناس بالصلاة فى الخلاء وهو ما يعنى أن التجمعات بالأماكن المفتوحة تعتبر آمنة نسبيا طبقا لكلام الوزير. وأضاف يوسف أنه حتى الآن لم تظهر تأثيرات سلبية للمرض على المسارح من حيث الإقبال حيث إننا لم نبدأ الموسم بعد حتى الآن، ولكننى أتوقع أن يكون له تأثير مستقبلا بعد بدء الموسم المسرحى الصيفى.