عوّدنا الشباب الثوري خلال ثورتهم على امتهان الصحافة، في ظل تغييب قسري من قِبل السلطات السورية لمعظم وسائل الإعلام عن أراضيها، فقاموا بعمل الصحافيين من خلال تغطيتهم لوقائع الأحداث في مناطقهم. ومن ضمن هذه التغطيات قام أحد المواطنين السوريين بتصوير فيلم وثائقي قصير عن مدينة إدلب، وثق فيه الأعمال البطولية لأبناء منطقته، وتسليط الضوء على قصص من قضوا برصاص الأمن.
ويبدأ الفيلم الوثائقي بتصوير ميدان كانت تتوسطه قبل عام صورة الرئيس، إلى أن أبناء المنطقة استبدلوها بسارية علم يرفرف فوقها علم الثوار، وأطلقوا على الميدان اسم ساحة الحرية.
وذكر الوثائقي أن تمركز القناصة من الجيش والأمن خلف الأبنية، جعل المتظاهرين أهدافة سهلة لهم، ما اضطر أهالي إدلب إلى البحث عن أماكن آمنة للتظاهر، من ضمنها إحدى المدارس.
وفي إحدى المظاهرات الليلية حدث ما لم يكن بالحسبان، حيث استهدف أحد القناصة متظاهراً أردوه قتيلاً، وأظهر الوثائقي المتظاهر وهو يتلقى الشهادة، ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
وعرض الوثائقي الساحة التي قضى بها المتظاهر، واسمه منذر القطيني، حيث يقول أحد الذين كانوا معه إنهم عجزوا عن إنقاذه بعد أن اخترقت الرصاصة صدره واستقرت في سور خرساني وأحدثت به فجوة كبيرة.
وأظهر الوثائقي مجموعة من الأطفال يصفون حالة الرعب التي قضوها في ليلة ماضية بسبب هجوم الدبابات على منازل حيهم، وقالت إحدى الفتيات إن الرصاص دخل إلى بيوتهن، وأن أختها الصغيرة كانت نائمة، وقع الرصاص فوق رأسها.
ومن جهته، قال أحد المواطنين إن الأمن هاجم المنطقة رغم أنه لا توجد أية تظاهرات، إلى أنهم أطلقوا النار فأصابوا شاباً، لم يكن مسلحاً ولا يحمل معه أي شيء، كان يسهر مع أخوه، فأردوه قتيلاً وهو في سيارته.