استنكر الكاتب والمؤلف المسرحي الساخر لينين الرملي، صدور قرار بحبسه ثلاثة أشهر وتغريمه ألف جنيه على ذمة قضية ازدراء الإسلام والسخرية من الصحابة واللحية والجلباب الإسلامي. ودعا الرملي إلى "حماية الإبداع من كل القوى الظلامية التي تستهدف القفز على الضمائر والنية لتحاكم أصحابها بتهمة الإساءة الى الإسلام، لأن القضية التي ينبغي أن نتوقف أمامها هي: هل هذا الفن هادف أم لا؟".
ووصف الرملي في تصريح خاص ل"العربية.نت" اتهامه بازدراء الإسلام ب"كارت الإرهاب الذي يحاول البعض استخدامه لوأد حرية الفكر والإبداع ونفاق التيار الإسلامي الذى وصل إلى الحكم حاليا".
وذكر الرملي أن القضية التي حوكم بسببها رفعها محام مغمور، موضحا أنه أرسل إخطار القضية إلى نقابة المهنة التمثيلية والنقابة السينمائية، لكي يتولى المستشار القانوني في كلا النقابتين اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عنه".
وتعجب الكاتب الساخر من مغزى توقيت القضية والأعمال التي رفعت عليها والشخص الذي رفعها وجدوى القضية أساسا، وأوضح أنه من الثابت لا يجوز رفع قضية سب وقذف بعد مرور ثلاثة أشهر على الواقعة، وإذا تم تخطي تلك المدة لا محل للدعوى، والأعمال المرفوعة ضدها قضية ازدراء الإسلام، مضى على بعضها أكثر من عشر سنوات مثل فيلم " الإرهابي" ومضى على بعضها الآخر أكثر من ثلاثين سنة مثل مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" وتذاع الآن على جميع الفضائيات.
وقال الرملي: الغريب أن الجهة التي أقرت تلك الأعمال وهي الرقابة على الأعمال الفنية أقرتها وأجازتها، لأنه معروف أن الأعمال الفنية قبل تصويرها لابد أن تعرض النصوص على الرقابة للموافقة عليها أو رفضها أو تعديلها، ثم يبدأ التصوير بعدها ، وبالتالي كان يجب على صاحب الدعوى أن يختصم الرقابة لموافقتها على تلك الأعمال الفنية بدلا منا.
صفة صاحب الدعوى
وسأل الكاتب الساخر صاحب الدعوى ماهي الصفة التي تمثلها لكي ترفع تلك الدعوى؟ هل أنت قيم على الدين الاسلامي والصحابة والخلفاء الراشدين؟ وإذا كنت قيما؟ فماهو موقع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والمفتي العام للديار المصرية ووزير الأوقاف؟ لو رفع أحد هؤلاء القضية لكان الأمر مقبولا باعتبارهم يمثلون أعلى الهيئات الإسلامية ولكن من أنت؟ هل تبحث عن الشهرة؟ أم تريد نفاق الإسلاميين من الإخوان والسلفيين؟.
وحذر الرملي من الصمت على مثل هذه الدعاوى التي تستهدف حرية الإبداع والفكر، وقال: "لقد طالب البعض مؤخرا بتفعيل قانون الحسبة الذي طبق على الدكتور نصر حامد أبو زيد، وعلمت أن رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب أيد قيام أي شخص برفع دعوى حسبة، فلمصلحة من يتم ذلك ؟ لقد تغير قانون الحسبة منذ سنوات وجعل الحسبة تتم بواسطة النائب العام فقط، فهل يريدون من أي شخص أن يرفع دعوى ضد آخرين، وتمتلئ المحاكم بتلك القضايا التي تؤدي إلى تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم والتفرغ للرد على تلك القضايا؟".
وقال الكاتب المسرحي "المفترض فى رفع قضية ما أن تكون هناك مصلحة لصاحب الدعوى، وأن تكون الدعوى حقيقية، فمثلا هو يقول إنني سخرت من الجلباب واللحية باعتبارهما من أهم رموز الشخصية الإسلامية، كيف علم صاحب الدعوى بذلك، واللحية والجلباب لم يقتصرا على الشخصية الإسلامية فقط قديما، بل كانا من أهم سمات الشخصية المسيحية واليهودية أيضا".
كاتب كوميدي
ولينين فتحي عبد الله فكري الرملي، ولد في 18 أغسطس 1945 بالقاهرة، كاتب مسرحي مصري بارز، كون ثنائياً فنياً مع الممثل محمد صبحي في العديد من أبرز مسرحياته.
ولعل أبرز ما يميز هذا الكاتب هو حسه الكوميدي المرير، بمعنى أنه يكتب كتابة ضاحكة ولكنها تعطي نفس التأثير التراجيدي من نقد الذات والسخرية من الواقع المرير .
ومن أبرز سمات أسلوبه أيضا، أن الضحك والكوميديا لا يتوقفان أثناء تحرك الحدث دراميا أو العكس، بمعنى أن الحدث والنمو الدرامي للموقف لا يتوقفان مطلقا أثناء الضحك فالضحك والدراما يتلازمان طوال الوقت.
من أشهر مسرحيات لينين الرملي: "سطوحي" و"أنت حر" و" عفريت لكل مواطن" و"بالعربي الفصيح" و"وجهة نظر" و"سكة السلامة"، ومن أشهر أفلامه السينمائية "الإرهابي" و"فرصة العمر" و"بخيت وعديلة 1،2" و"العميل 13" ، ومن أهم أعماله التلفزيونية "هند والدكتور نعمان"، وحصل الرملي على جائزة عصاية شارلي شابلن الذهبية في السيناريو والحوار عن فيلمه "البداية".