خرج الموزع السينمائى محمد حسن رمزى وهو واحد من أهم صناع السينما فى مصر بتصريح متفائل حول ايرادات فيلم «بنات العم» التى تجاوزت الخمسة ملايين جنيه وسط كل الاحداث التى تمر بها مصر فابتهجنا لا لأن الفيلم المبهج فعلا حقق هذه الايرادات لكن لأننا وجدنا «واحد متفائل» فى قلب صناعة اصبح اليأس يكسوها فقررنا ان نحاوره لعل وعسى نجد عنده روشتة الأمل فى استمرار صناعة السينما: ● فى البداية أريد أن أعرف إذا كانت هناك عقبات جديدة فى طريق انتعاش السينما وعودة الروح له أم لا؟ أظن أنه لا يوجد الآن أى عقبة أو هكذا أتمنى، فكل العقبات التى يمكن أن تجعل الناس تنشغل بأشياء أخرى عن السينما انتهت، الانتخابات البرلمانية أوشكت على الانتهاء والأمور فى سبيلها للاستقرار وأظن أن انتخابات رئيس الجمهورية لن تؤثر على شباك التذاكر فهى محطة معنوية أكثر وأتمنى أن تمر بسلام ويرزقنا الله برئيس واع وفاهم ولديه قبضة حديدية ولا يخشى أى ضغوط.
● نفهم من ذلك أنك متفائل بالقادم؟ أنا متشائم جدا الآن، خاصة وأنا أرى الانقسامات تسود بين الشعب المصرى الواحد وهو شىء يعرّض أى صناعة للخطر.
● قيل كلام كثير حول الخسائر التى منيت بها السينما وقيل كلام آخر يؤكد العكس.. أين الحقيقة؟ الحقيقة أنها العام الماضى خسرت ومازالت تخسر وهناك خراب بيوت حدث ويحدث ولا أحد يتحرك، فحتى الآن مثلا لم يتحرك أحد فى مسألة تعويضات دور العرض الأربع التى حرقت فى الهرم أثناء الانفلات الأمنى وقدرت خسائرها ب30 مليون جنيه، وهناك إيرادات كانت متوقعة لم يحقق منها شىء، وخسائرها طيلة العام تقدر بنفس القيمة تقريبا، إضافة إلى تراجع الإنتاج.. أنا شخصيا لن انتج افلاما فى هذه المرحلة، فيلم كريم عبدالعزيز الأخير خسر 9 ملايين جنيه وأنا لن أستطيع أن أنتج أو استلف من البنوك لأنه وسط هذه الأجواء يصعب السداد بالطبع.
● ولكننا شعرنا بأن الأمور عادت إلى طبيعتها من خلال إيرادات بعض الأفلام وآخرها فيلم بنات العم؟ لا يمكن أن يقود فيلم أو اثنان السوق، فما زال المستثمر الذى يستثمر أمواله فى السينما خائفا وحتى الفضائيات التى كانت تشترى الأفلام بالملايين لم تعد تشترى شيئا وان اشترت سوف تشترى بملاليم والتوزيع الخارجى أصبح معدوما تقريبا والمنتجون فى الداخل يخشون على أموالهم وعندهم حق وكلها مصائب يمكن أن تعصف بالصناعة كلها.
● كيف تفسر إذًا مواصلة منتج مثل السبكى للإنتاج وسط هذه الظروف؟ السبكية يقدمون نوعية أفلام تجد صدى عند الناس، فيلم سعد الصغير الأخير حقق ستة ملايين جنيه مكسب وسط كل هذه الظروف وربنا يرزقهم.
● فى رأيك هل آن الأوان لإعادة النظر فى أجور النجوم؟ نحن منذ ثلاث سنوات أثناء الأزمة المالية العالمية دعونا النجوم لتخفيض أجورهم لكن فى النهاية لم يستجب عدد كبير منهم ويرون أنهم ليسوا مضطرين لذلك، خاصة أنهم سوف يجدون ما هو أكثر فى الدراما التليفزيونية، أنا شخصيا قمت بتخفيض عمولتى وفى أحيان كثيرة كنت لا أتقاضى عمولة، حتى أجرى كمنتج لبعض الأفلام قمت بتخفيضه.
● هل ترى أن الحل يمكن أن يأتى بدعم حكومى؟ «ياريت الحكومة تحل عننا» نحن لا نريد أى تدخل حكومى وفى رأيى أن أهل الفن هم من عليهم إنقاذ صناعتهم التى تتعرض للخطر، وأتمنى أن نعيش استقرارا أكبر على المستوى الشعبى وأن ينتبه الجميع إلى أن مصر يمكن أن تنهار إذا استمررنا على عنادنا، وهذه مأساة كبيرة ندعو الله ألا تحدث فمصر لا تستحق منا ذلك.
● وماذا عن موسم الصيف المقبل؟ لم يعد هناك مواسم، هناك أفلام يمكن أن تنجح وأفلام أخرى لا، وأغلب الظن أن الأفلام الكوميدية وحدها هى التى سوف تنجح فالناس تحتاج الآن إلى الضحك أكثر من أى شىء.