تحدثت الصحف السورية الرسمية، اليوم الثلاثاء، عما وصفته بتصعيد غير مسبوق في مدينة حمص، في إطار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد حاليا. وذكرت صحيفة "البعث" أن يوم الاثنين شهد تصعيدا في الوضع الميداني بحمص، تزامنا مع نشر وكالات أنباء تقارير عن قصف المدينة، الأمر الذي نفاه التلفزيون السوري مدللا بصور بثها مباشرة من بعض أحياء المدينة، في وقت قام فيه مسلحون بتفخيخ أبنية هجرها سكانها لإعطاء انطباع بأن الجيش يقوم بقصفها، في حين استهدفت مجموعة مسلحة خطا لنقل النفط في منطقة السلطانية في حمص مما أدى إلى اندلاع حريق في منطقة التفجير، وذلك بعد ساعات من قيام مجموعة مسلحة فجرت في الفجر عبوة ناسفة بخط لنقل الغاز.
من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" إن مدينة حماة لم تستجب لدعوات ما تسمى التنسيقيات لإعلان "الحداد على حمص" منذ يوم أمس وحتى الخميس كما كان مفترضا، فقد تجاهلت المدينة الدعوات، وبدأت يومها كالمعتاد، وشهدت أسواقها حركة نشطة.
وذكرت الصحف أن مجموعة مسلحة أقدمت على اختطاف مدير منطقة أعزاز في حلب العميد المتقاعد عبد الرزاق سطام الفارس، وذلك من منزله في بلدة مورك بريف حماة الشمالي. كما اعترضت مجموعة مسلحة أخرى، حافلة ركاب "بولمان"، يعمل على خط سلمية حلب، وأطلقت النار عليه ما أدى لإصابة إحدى الراكبات بجروح خطرة، ثم أوقفت المجموعة البولمان وأنزلت منه الركاب، واقتادتهم إلى أحد المنازل في خان شيخون، وصورتهم وفبركت رواية تفيد بأن الجيش السوري هو من استهدف الحافلة وبأن الجيش الحر هو من أنقذهم.
و أبرزت صحيفة "الثورة" بعضا من الأحداث التي شهدها ريف دمشق، فذكرت أن مجموعات مسلحة هاجمت عددا من المباني العامة والخاصة ومنعت المواطنين من التوجه إلى عملهم في منطقة الزبدانى؛ مشيرة إلى أن الأجهزة المختصة تلاحق المسلحين لإلقاء القبض عليهم.
كذلك داهمت الجهات المختصة أحد أوكار المجموعات المسلحة في بساتين دوما وقتلت عددا منهم وألقت القبض على آخرين، كما تم ضبط عبوات ناسفة وأسلحة متنوعة بعضها إسرائيلي الصنع.
أما في محافظة إدلب فقالت صحيفة "تشرين" إن ثلاثة ضباط لقوا مصرعهم بنيران مجموعة مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية واختطفت عددا من العسكريين.
وفي معرة النعمان "محافظة إدلب" أقدم عشرات المسلحين على اقتحام المنازل وسرقة محتوياتها واعتدوا على ساكنيها وهناك أنباء عن سقوط ضحايا بين هؤلاء السكان.
من جهة أخرى حملت وكالة الأنباء السورية على موقف دول مجلس التعاون الخليجي من الأزمة في سوريا، وقالت إن "التزامن والارتباط بين اجتماعات الجامعة العربية وتلك التي تعقدها دول مجلس التعاون بخصوص الأزمة السورية وتطابق قراراتهما في كل مرة، يدعو إلى التساؤل عن الفصل الجديد الذي يتم التحضير له خلال اجتماع دول النفط يوم السبت القادم قبل يوم واحد من اجتماع المجلس الوزاري العربي؛ خصوصا وأن الخطوات التي اتخذها هذا المجلس منذ بداية الأزمة السورية تحولت إلى قرارات خلال اجتماعات الجامعة".
وقالت الوكالة في تعليق لها اليوم إن إعلان مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب سحب مراقبيهم من البعثة وتنصلهم من تقريرها انعكس مباشرة في قرار الجامعة العربية الذي علقت فيه عمل البعثة وعطلت دورها بتهدئة الأوضاع في سوريا بشكل نسبى حسب قول رئيس البعثة.