أكد مثقفون ومبدعون يمثلون محافظة الوادي الجديد تميز الإنتاج الثقافي والإبداعي لهذه المحافظة، مشيرين إلى أن الثقافة الشعبية التي تمتلكها المحافظة ضاربة في القدم .جاء ذلك خلال ندوة عقدت اليوم السبت، تحت عنوان "التنوع الثقافي الشعبي بالوادي الجديد" بالمقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب . تحدثت فى الندوة الناشرة سامية عامر، وقالت إن المحافظة تمتلك مجموعات أدبية وثقافية متمايزة في إبداعاتها، ورغم ذلك إن منتجاتها تعاني التهميش الإعلامي مقارنة بإبداعات العاصمة.
وتحدثت عن تجربتها مع جمعية "صحاري للتراث"، قائلة إن هذه الجمعية أقيمت للمحافظة على التراث الثقافي والفني لمنطقة الوادي الجديد والواحات، وكذلك للمحافظة على العمارة التقليدية لهذه المنطقة، مشيرة إلى أن فكرة الجمعية هي الحفاظ على سمات الإنسان الموروثة في هذه المنطقة وليس العمل على ارتداد المجتمع للوراء .
وأضافت أن تجربة "الفن ميدان" التي يقيمها ائتلاف الثقافة المستقلة منذ يوليو 2011 بالمحافظة نجحت في جذب شرائح المجتمع بالوادي الجديد، ففي مطلع كل شهر ميلادي يحرص الأطفال على الذهاب لمراسم الاحتفالية فيما يقدم الشباب إنجازهم الإبداعي من خلال عروض مسرحية وفنون شعبية.
من جانبه، قال الكاتب طارق فراج إن محافظة الوادي الجديد هو مكان ضارب في القدم، واكتشف آثاره أحمد حسين باشا حينما مر به خلال رحلته من واحة الكفرة بليبيا إلى منطقة الواحات في مصر، حيث اكتشف كهوفا يرجع تاريخها إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد .
وأضاف أن هذا يعني أن أجدادنا الفراعنة عاشوا في الواحات والوادي الجديد قبل أن يسكنوا وادي النيل، وشواهد المقابر والكهوف تدل على حياة الإنسان الأول بهذه المنطقة .
كما تحدث عن الموروث الشعبي بمنطقة الوادي الجديد، مشيرا إلى أنه نتاج متمايز للمنطقة وهي متفردة به تماما، مشيرا إلى أن الأمثال الشعبية التي جمعها بالوادي الجديد تصل إلى 500 مثل، وقام بتنقيحها للتشابه مع أمثال مناطق أخرى بمحافظات الجمهورية لتصل إلى 225 مثلا شعبيا تكاد تحكي قصة الإنسان بهذا الوادي .
وبدوره، تحدث الباحث محمد التداوي عن التاريخ في منطقة الوادي الجديد، لافتا إلى أن مناطق الوادي الجديد تتميز بالعلو الجغرافي عن أغلب المناطق المصرية مما أتاح لها حفظ التاريخ على الكهوف المكتشفة.
وقال إن واحة الفرافرة ذكرت منذ الأسرة الفرعونية الخامسة، بعد اكتشاف الإنسان الأول لمعدن الحديد هناك، وأنشأت بها قرى تعود إلى العصر المملوكي وتحوي السمات الإسلامية .