تحاول السلطات الروسية بكل الوسائل ردع المعارضين عن التظاهر ضد نظام فلاديمير بوتين السبت، حتى ان بطريرك الارثوذكس دعا المؤمنين الى الصلاة في منازلهم بينما نصح كبير اطباء روسيا المواطنين بعدم الخروج الى الشوراع بسبب البرد الشديد الذي بلغ 18 درجة تحت الصفر. وصرح رئيس الاجهزة الطبية الروسية غينادي اونيشتشنكو "لا انصح قطعا بعدم المشاركة في تلك التحركات". واضاف ان "التوقعات الجوية غير مناسبة تماما وستتدنى درجة الحرارة السبت الى 18 تحت الصفر، انه برد شديد جدا في موسكو نظرا للرطوبة". واعتبر اونيشتشنكو ان معظم سكان موسكو الذين يخرجون الى الشوارع لا يرتدون الثياب المناسبة لمقاومة البرد وقال "لم يبق احد يرتدي جوارب دافئة".
وقد ادلى اونيشتشنكو بمثل هذه التصريحات قبل تجمع المعارضة الكبير في العاشر من ديسمبر بموسكو داعيا الى عدم الخروج الى الشوارع بسبب تفشي وباء الانفلونزا. وينظم معارضو فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في مارس، السبت مسيرة في وسط موسكو يتوقع ان يشارك فيها عشرات الاف الاشخاص.
من جانب اخر دعا ائتلاف قومي موال للنظام الى التظاهر اليوم ذاته ضد معارضي فلاديمير بوتين واتهمهم بمحاولة تفجير ثورة في روسيا. من جانبه اعلن بطريرك الارثوذكس كيريل انه ليس من عادات المؤمنين الارثوذكس الخروج الى الشوارع ونصحهم بان يصلوا.
وقال البطريرك الأربعاء خلال صلاة في كاتدرائية المسيح المخلص ان "الارثوذكس لا يتظاهرون نعرم ذلك تماما لاننا نعيش في بلد اغلبيته من الارثوذكس، هؤلاء لا يتظاهرون واصواتهم لا تسمع، انهم يصلون في الدير وبيوت الرهابين وفي منازلهم". واضاف "انهم يخافون على شعبنا ويلجأون الى مقارنة تاريخية مع انعدام اخلاق سنوات ما قبل الثورة وما واكبها من فوضى ودمار في البلاد خلال التسعينيات".
واشار البطريرك بذلك الى التظاهرات الكبرى خلال التسعينات التي حشدت مئات الاف الاشخاص وسبقت انهيار الاتحاد السوفياتي. لكن ناشطي المعارضة، ضربوا عرض الحائط تلك التحذيرات وسيخرجون مساء الخميس يتحدون البرد في محطات المترو لتوزيع منشورات تدعو سكان موسكو الى الانضمام الى مسيرة السبت.
واعرب اكثر من الفي شخص عبر الشبكات الاجتماعية عن استعدادهم للمشاركة في هذا التحرك الذي يهدف الى ابلاغ اكبر عدد ممكن من الناس حول تنظيم المسيرة التي ابدت ازاءها قنوات التلفزيون العامة تحفظا وفق ما صرح منسق الحملة ايغور مندرينوف لاذاعة اصداء موسكو.
وقد تعرض بعض الناشطين الى داعيات نشاطهم السياسي. فقال مارك غلبيرين من حركة سوليدرنوست المعارضة انه خسر وظيفته في شركة اتصالات "وينكوم تكنولوجي" لانه شارك في تجمع المعارضة ضد التزوير الانتخابي في الرابع من ديسمبر.
وصرح ان "المدير طلب مني الاستقالة او التخلي عن نشاطي السياسي، وقال لي انا من الكا.جي.بي ولدي اصدقاء في الاجهزة الخاصة قالوا لي ان اضرارا ستلحق بالشركة بسببك انت". من جهتهم اشتكى معلمون وموظفون بانهم اضطرو الى المشاركة في تظاهرة مؤيدة لبوتين وفق ما افادت صحيفة الاعمال فيدوموستي.