طلبت ابنة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أن تزود المحكمة الجنائية الدولية بمعلومات لمساعدة شقيقها سيف الإسلام المحبوس في ليبيا في انتظار محاكمته بتهم الاغتصاب والقتل. وتريد عائشة القذافي أن تقدم معلومات إلى المحكمة بشأن سلامة سيف الإسلام الذي وجهت إليه أيضا المحكمة الجنائية الدولية من قبل اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الصراع الذي دار في ليبيا العام الماضي.
ويقول انصار سيف الإسلام الذي اعتقل وهو يرتدي ملابس بدوية في منطقة الصحراء في نوفمبر إنهم يشكون في انه سيحاكم محاكمة عادلة في ليبيا. وهم يطالبون بضرورة محاكمته بدلا من ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وفي حالة إدانة محكمة ليبية لسيف الإسلام فهو يواجه عقوبة الإعدام في حين أنه في حالة إدانة المحكمة الجنائية الدولية له فإن أقصى عقوبة هي السجن.
وأظهرت وثيقة قدمت باسم عائشة إلى المحكمة الجنائية الدولية أن السلطات الليبية غير مستعدة للسماح لأي محام أجنبي بالدفاع عن سيف الإسلام. وجاء في الوثيقة التي اطلعت رويترز على نسخة منها "عائشة القذافي تريد حماية مصالح شقيقها". وسيف الإسلام أبرز أبناء القذافي محل خلاف بين السلطات الليبية الجديدة والمحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بالجهة التي ستحاكمه.
ويقول المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه لابد من محاكمته في بلده وإنه ستوفر له محاكمة عادلة. لكن المحكمة الجنائية الدولية احتفظت بحق التمسك بضرورة إرساله إلى لاهاي. وللمحكمة الجنائية الدولية اختصاص قانوني في هذه القضية لأنها أصدرت في العام الماضي أمر اعتقال لمعمر القذافي وسيف الإسلام ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي.
ووجهت اتهامات للثلاثة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. والاتهامات متعلقة بمحاولات فاشلة من قوات الأمن الليبية لإخماد انتفاضة العام الماضي التي أنهت حكم القذافي بعد 42 عاما في قيادة البلاد. وجاء في الوثيقة أن عائشة القذافي طلبت من المحكمة الجنائية الدولية أن تسمح لها بتقديم معلومات عن محاولات بذلتها للاتصال بسيف الإسلام ومكالمتين هاتفيتين مع نائب المدعي الليبي. ووقع على هذه الوثيقة نيكولاس كاوفمان محامي عائشة.
وقال كاوفمان في الوثيقة "من هذه المكالمات الهاتفية يمكن استخلاص أن السلطات الليبية التي تتظاهر بالتحقيق ومحاكمة سيف الإسلام القذافي ترفض التعامل مع المشورة القانونية الدولية". وأضاف كاوفمان أن المعلومات التي لم يتم الكشف عنها في الوثيقة ستقدم في إطار سري. وقتل معمر القذافي بعد أن اعتقله مقاتلون قرب مسقط رأسه سرت في أكتوبر. ووردت أنباء عن احتجاز رئيس المخابرات السابق السنوسي لكن مكانه غير معلوم.
وسيف الإسلام محتجز في بلدة الزنتان إلى الجنوب الغربي من العاصمة الليبية طرابلس وهي قاعدة للميليشيا التي اعتقلته. وفرت عائشة القذافي ووالدتها صفية وشقيقها هانيبال وأخوها غير الشقيق محمد وأفراد آخرون من العائلة من ليبيا وقت سيطرة قوات المعارضة تقريبا على العاصمة في أغسطس. وهم الآن في مكان غير معلوم بالجزائر بعد أن قبلت حكومتها دخولهم البلاد لما أسمته اعتبارات إنسانية.