ترجم مؤخرا إلى اللغة السويدية كتاب "لقد تجاوزنا كثيرا هذه المرة" للكاتب الأمريكى نورمان فينكليشتاين الذى عرف بمواقفه المناصرة للعدالة والكاشفة والمنددة بالممارسات الوحشية الإسرائيلية الخارجة عن القانون الانسانى الدولى . والكتاب الذى يقع فى 318 صفحة وقسم لسبعة فصول وخاتمه يتناول بعمق وقائع وتداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أواخر عام 2008 وبدايات عام 2009 ويؤكد أن هذا العدوان كان نوعا من حروب الابادة . كما يتطرق نورمان فينكليشتاين ، فى كتابه الزاخر بالاحصاءات والتقارير الدولية الموثقة ، إلى الجريمة الإسرائيلية التى ارتكبت فى عرض البحر المتوسط فى شهر مايو عام 2010 عندما هاجمت وحدات بحرية إسرائيلية "أسطول الحرية" الذى كان يقل نشطاء يعتزمون تقديم مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة المحاصر مما أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك واصابة عدد آخر .
ولعل أحد مكامن القوة فى هذا الكتاب الصادر اصلا بالانجليزية أن نورمان فينكليشتاين اعتمد على شهادات عسكريين إسرائيليين شاركوا فيما عرف "بحملة الرصاص المصبوب" على قطاع غزة.. وهى شهادات تفند صحة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية والمزاعم بأن إسرائيل كانت تحارب دفاعا عن النفس أو أنها لم تستخدم القنابل المحرمة دوليا كالقنابل الفوسفورية ضد المدنيين العزل .
وإذا كان من الطبيعى أن هذه الممارسات الاسرائيلية تشكل تهديدا للسلام العالمى، فإن الكاتب نورمان فينكليشتاين يدعو فى كتابه المجتمع الدولى لحمل إسرائيل على احترام القانون الدولى والاحجام عن ارتكاب مزيد من الجرائم .
ومع أن نورمان فينكليشتاين يهودى فقد منعته السلطات الإسرائيلية من دخول الضفة الغربية على مدى أكثر من عقد فى سياق معاقبته على التنديد بممارسات التمييز العنصرى ضد الشعب الفلسطينى وكتاباته المؤيدة لقضية هذا الشعب وحقوقه المسلوبة .