«فيه ناس كانت تكرر أيام اعتصام ال 18 يوما إن البلد باظت، والدنيا وقفت، وعجلة الانتاج تعطلت. وبعد 11 فبراير، بعد التنحى، نفس الناس شافوا إن الثورة جميلة والمصريين أهمه. النهارده مافيش حاجة اتغيرت، الحاجة الوحيدة اللى اتغيرت إن محمد فؤاد بطل يعيط، وطلعت زكريا بطل يتكلم عن العلاقات الجنسية الكاملة اللى بتحصل فى التحرير، وعمرو مصطفى بطل يصرح بأن هناك أعدادا من الأجانب تم القبض عليهم». كان هذا أحد تعليقات مقدم البرامج الساخر باسم يوسف وسط ضحكات وقهقهات أكثر من 4 آلاف مواطن جاءوا لحضور عرض «ستاند آب كوميدى» أمس الأول بفندق انتركونتيننتال سيتى ستارز، تلبية لحملة دعائية فنية أطلقتها شركة شيبسى تحت شعار «اضحك لها تضحك لك».
لم تكن هذه «القفشات» غريبة على محبى باسم يوسف، هذا الطبيب الشاب الذى حصل على الدكتوراه فى أمراض القلب والصدر، وعرفه شباب الانترنت عبر موقع يوتيوب، حين كان يرصد آراء الفنانين فى بداية ثورة 25 يناير ويقوم بالمونتاج والتعليق بسخرية نادرة على المواقف المختلفة.
كان يكفى إذن أن يطلق باسم يوسف دعوة على حسابه الشخصى على موقع تويتر، يعد فيها جمهوره بسهرة يقدم فيها مجموعة منتقاة من مقدمى الكوميديا فى مصر، ليستجيب له أغلب الشباب، أو العاملين فى الشركات المنظمة للحفل، هذا على الرغم من غياب شبه تام للدعاية للحفل فى وسائل الإعلام.
قدم يوسف فنانى الستاند آب كوميدى مثل النجم «مو أمير» وهو فلسطينى الأصل يعيش فى الولاياتالمتحدة، وخالد منصور الذى اعتمد فى عرضه على تنويعات أدائه المختلفة التى ترجع لخبرته الطويلة فى دور المعلق Voice over فى الإعلانات والكارتون وغيرهما، وبيتر ظريف وتامر فراج ومحمد فاروق.
ولم يسلم رعاة الحفل من تهكم باسم يوسف، حيث أبدى تعاطفه أكثر من مرة مع الجمهور الذى جلس فى مؤخرة القاعة الشاسعة يرى النجوم أقزاما على المسرح، واكتفى بمشاهدة شاشات العرض، كما سخر أيضا من منتجات شيبسى التى «تزيد من حجم الأكياس وتقلل من محتوى البطاطس، والباقى هوا»، أو من اعتبارها الشركة الوحيدة التى تتمتع بالديمقراطية وتلبى رغبات المستهلك، «لدرجة أن كل ما يتمنى أحدهم أحد أطعمة شيبسى المختلفة لا يحصل فى النهاية إلا على الجمبرى»، فى بلد يعد الجمبرى فيه سلعة شديدة الرفاهية، كما يمزح الطبيب.
وكذلك سخر يوسف من الراعى الآخر للحفل الذى يتبنى مشروع «مشاوير» ليحقق للمواطن أى مشوار يريد أن يقوم له به، ويعتبره إضافة عناصر جديدة لكسل المصرين فى بلد يحصل فيه المواطن بمجرد مكالمة تليفونية على أية سلعة قد يحلم بها.