من المقرر أن يفتتح معرض كبير للرسام الإنجليزي في الأكاديمية الملكية بلندن في 21 يناير الجاري. رفض ديفيد هوكني وصفه بأنه أعظم رسامي إنجلترا على قيد الحياة، واصفاً ذلك اللقب بأنه "مجرد كلام جرائد".
"إنه لا يشغلني، كما أنه لا يعني الكثير بالنسبة لي" – هذا ما قاله الفنان الإنجليزي البالغ من العمر أربع وسبعون عاما، الذي يعد من أشهر الشخصيات اللامعة لحركة الفن الشعبي الإنجليزي في ستينيات القرن الماضي.
وتابع قائلا: "إنني أعيش في مكان بعيد، وأنوي البقاء فيه. فأنا لست اجتماعيا بدرجة كبيرة، فأنا أسمع بالكاد لدرجة لا أصلح معها أن أكون اجتماعيا."
وسيعرض خلاله سلسلة من اللوحات مستوحاة من المناظر الطبيعية في مقاطعة شرق يوركشير، والتي رسمها بعد عودته إليها من كاليفورنيا عام 2005.
وقال هوكني: "هذا العرض هو مصدر إثارة لي في هذه الفترة من حياتي، حيث ذهبت إلى مكان أظن أنه مألوف بالنسبة لي ووجدته منعشاً ومثيرا جدا." وأضاف: "لو كنت في مثل سني ووجدت شيئاً مثيراً لتمسكت به."
معظم الأعمال صممت بمقاييس رسم كبيرة ، بعضها يصل لضعف حجم حافلة بطابقين، ويستخدم في رسمها ألوان مائية ودهانات زيتية ورسوم آي باد وصور فيديو.
وصرح هونكي أنه يشعر أن المناظر الطبيعية لم تعد تجذب الفنانين خلال السنوات الأخيرة.
لقد توقف الفنانون الذين يرسمون لوحات مستوحاة من فصل الربيع، لأنهم يعتقدون أن الصورة تقوم بكل هذا.
لكنه يقول إنه سيستمر في الرسم لأنه حسب اعتقاده يصور العالم أو يصور الطريقة التي نراه بها. ويقول: "لقد قلتها كثيراً، التصوير لا يعكس الصور بهذه الجودة."
وأعرب هوكني عن حزنه إزاء هيمنة التصوير الفوتوغرافي في الفن الحديث. وقال: "هناك أشياء لا تستطيع تصويرها. "فالكاميرا تحب الحركة، الدخان، النار، الماء". وأضاف: "نتيجة ذلك هو أنك سترى صوراً أكثر لروما وهي تحترق ويجتاحها الفيضان أكثر مما وهي تبنى لأن الكاميرا تحب ذلك."
اعتناق التكنولوجيا
قال هوكني إن الأكاديمية الملكية تحدثت معه عن تنظيم معرض كبير عام 2007، مع اقتراح أن ينطلق عام 2011.
وقال "فكرت في الأمر وقلت "لا، بل 2012 لإنني سأحتاج أربعة فصول ربيع، وهو ما لا نستطيع تسريعه." وأضاف: "لذلك كنت أحصي عدد الأشياء التي أريد ملاحظتها".
إحدى الغرف الكبيرة في معرض الأكاديمية الملكية مخصص للأفكار المستوحاة من فصل الربيع، حيث رسمت كل اللوحات خصيصاً لتناسب هذا المساحة.
يقول هوكني إنه يحب هدوء مقاطعة شرق يوركشير. وأضاف الرسام الإنجليزي إن فقدانه لحاسة السمع ساهم في قراره برسم المناظر الطبيعية، مشيراً إلى أنه يحب المدن أقل بكثير.
"ليس الأمر أنك لا تسمع أي شيئ على الإطلاق، فأنت تسمع أصواتاً لكنها تكون مختلطة وبالتالي لا يروق لك سماعها."
"لوس أنجلوس ليست هذا السوء، ونيويورك صعبة، كما أجد لندن صعبة كذلك. لذلك أحب هدوء شرق يوركشير."
وفيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا في الرسم، يقول هوكني: "كنت اعتقد أن استخدام الألوان المائية سريع إلى حد ما، أي أسرع من استخدام الألوان الزيتيه، وبالتالي يمكنك التقاط التأثيرات اللحظية. أما الآن فإنني أجد الآي باد أسرع من أي شئ آخر."
ويرسم هوكني لوحات جديدة على جهاز الكمبيوتر الخاص به كل يوم، ويرسل بعضا منها للمعارض والبعض الآخر للأصدقاء. ويقول إن هذا الجهاز يسمح له بتكثيف أربع أو خمس ساعات من العمل في 30 ثانية.