في إطلالته الأولى على قرائه بكتاب يقع خارج نطاق الأدب، حظى وليام جيبسون بقبول حسن لدى النقاد والدوائر الثقافية الأمريكية التى أثنت على كتابه الجديد: "لاتثق بهذا المذاق المميز". ومع أن وليام جيبسون الكاتب المتخصص فى أدب الخيال العلمى لا يفتقر للشهرة، فإن قرائه لم يعرفوه ككاتب خارج هذا المجال ومن ثم فإن كتابه الجديد: "لاتثق بهذا المذاق المميز" جاء بمثابة اختبار عصيب لهذا الكاتب كما أقر هو ذاته فى مقدمة الكتاب.
ويحوى الكتاب السردى الذى يقع فى 259 صفحة مجموعة من المقالات والخواطر والمحاضرات فى الصحافة التى تولى ويليام جيبسون تدريسها على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وفيما يصف الناقد دوايت جارنر فى جريدة "نيويورك تايمز" قصصه بأنها "باعثة على التآمل وموحية"، فإن الكتاب الجديد لجيبسون والذى يقع خارج نطاق القصة جاء على طريقة "من كل بستان زهرة".
ووليام جيبسون كاتب صاحب مواقف رافضة لنزعة الهيمنة الأمريكية حتى أنه اضطر للرحيل إلى كندا والعيش هناك لتفادى تجنيده فى الجيش الأمريكى أبان الحرب الفيتنامية .
وواقع الحال فإن ويليام جيبسون الذى ولد عام 1948 فى "ساوث كارولينا" أول من صك التعبير الذى اشتهر فيما بعد وهو "الفضاء الالكترونى" بعد أن استخدم هذا التعبير فى قصة من قصصه القصيرة كما أنه صاحب عبارات شهيرة وأقوال مأثورة فى عالم التكنولوجيا مثل: "المستقبل هنا بالفعل لكنه لم يوزع بعد بعدالة".
وهذا الكاتب معروف للقراء فى الولاياتالمتحدةوكندا ككاتب بارع فى الكتابة عن المستقبل بصورة مشوقة للغاية كما أن كتاباته فى مجال الخيال العلمى تتميز بما يمكن وصفه بالصدمة الايجابية لدى المتلقى.
وفى كتابه "لاتثق بهذا المذاق المميز"، يبدو وليام جيبسون أقرب لمن يمشى الهوينا بين البشر والدنيا بعد أن ركض حتى اللهاث فى أدب الخيال العلمى والمستقبل غير أن النقاد الذين أشادوا بكتابه لم يغفلوا عن مطالبته بألا يسافر بين الكلمات بعيدا عن الخيال العلمى الذى تميز فيه وأمتع قرائه.