«تحكم السعر العالمى للذهب فى الاسعار المحلية يقود من فرصنا فى توقع اتجاهات الصعود او الهبوط فى الاسعار خاصة مع عدم وضوح مؤشرات الاقتصاد العالمى» يبدأ رفيق العباسى تحليله لسوق الذهب المحلية واتجاهات الاسعار التى يتساءل عنها المستهلكون فى مصر مع مطلع أعياد الكريسماس ورأس السنة. «حركة البيع والشراء المحلية أصبحت فى أضيق الحدود، وهى فى كل الاحوال لا تؤثر على اتجاهات السعر المحلى لأن الذى يتحكم فيه فقط هو السعر العالمى الذى يتاثر مباشرة باتجاهات الاقتصاد العالمى، يضيف العباسى. مشيرا إلى ان ارتفاع السعر العالمى خلال العام الماضى دفع بالمصريين إلى بيع مدخراتهم من الذهب للاستفادة بفرق الأسعار، حيث كادت الحركة تقتصر خلال الفترة الماضية على استبدال المشغولات القديمة وبيعها، «المصريون باعوا كل الذهب اللى عندهم» يضيف رئيس شعبة الذهب.
وتبعا لأحد تجار الذهب فى السوق المصرية فإن «الاقبال هذا العام على شراء او بيع الذهب منخفض مقارنة بموسم اعياد راس السنة فى العام الماضى، بسبب الأزمة الاقتصاية المحلية، وعدم توافر السيولة عن الافراد الذين يرغبون فى الشراء، مشيرا إلى ان السعر العالمى مازال عاليا رغم الانخفاض الذى شهده الشهر الحالى، وأضاف «انخفاض اعداد السائحين ايضا اثر بالسلب على المبيعات التى كانت تنتعش خلال هذه الفترة من العام».
وقد وصل سعر الذهب العالمى حتى امس 1614 دولار للاونصة، متراجعا عن سعره فى بداية الشهر الحالى 1750، بسبب الازمات الاقتصادية العالمية التى ضربت اوروبا وامريكا، وكان قد شهد أعلى مستوياته خلال العام فى شهر اغسطس الماضى عندما وصل إلى 1900 دولار للاونصة.
«الا ان ذلك لا يقلل من اهمية الذهب كاستثمار طويل الاجل»، يؤكد رفيق العباسى أن الذهب قد اثبت انه آمن استثمار خلال السنوات العشر الماضية، «سعر الذهب منذ 10 سنوات كان 300 دولار للاونصة لذلك هو افضل استثمار، ويحقق افضل عائد على المدى البعيد، والمخاطرة فيه تقتصر على الاستثمار قصير الاجل الذى يستهدف تغيير السعر خلال شهور، خاصة مع عدم تراجع الاقتصاد العالمى واتجاه سوق الذهب إلى انتاج السبائك بسبب اقبال رجال الاعمال وهو ما يجىء على حساب صناعة المجوهرات عالميا.
وبحسب رئيس شعبة الذهب فان «80% من مصانع المجوهرات فى مصر جمدت نشاطها وتوقفت عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية التى عطلت حركة البيع والشراء، وارتفاع السعر العالمى للذهب».
مضيفا «العالم كله يتوجه إلى الاستثمار فى السبائك على حساب المجوهرات بسبب اقبال رجال الاعمال على تجميد اموالهم فى صورة سبائك، وبعد ان كان مستوى انتاج مناجم الذهب عالميا يصل إلى 2500 طن سنويا، و1700 طن من مبيعات الافراد حول العالم التى يتم اعادة تصنيعها، بينما يصل الاستهلاك العالمى من المجوهرات إلى 3700 طن سنويا، حتى اصبح الان كل الاستهلاك العالمى لا يصل إلى 1700 طن سنويا، منهم 1600 طن مبيعات افراد يتم اعادة تصنيعا».
وتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين حول العالم أن يتراجع الذهب إلى 1450 دولارا للاوقية فى الربع الاول من العام2012، بحسب استطلاع راى اجرته وكالة الانباء رويترز. مشيرة إلى انه «من المرجح أن تعزز التوقعات القاتمة التى تأتى بعدما انخفض سعر الذهب 11 بالمائة منذ بداية الشهر الحالى المخاوف من أن يكون الذهب يقترب من انهاء موجة صعود استمرت أكثر من عشر سنوات ليدخل موجة هبوط»
وسجل سعر الجنيه الذهب فى السوق المحلية حتى امس 2176 جنيها، وبلغ عيار 24 سعر 311 جنيها بينما وصل عيار 18 إلى 233 جنيها.