أكد العالم المصري الدكتور مصطفي السيد أستاذ الكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدةالأمريكية أن الثروة البشرية بالمنطقة العربية وخاصة في مصر وسوريا والأردن وفلسطين أغلى من البترول، مشيرا إلى أنها أقوي ثروة للتقدم في حالة توافر التكنولوجيا والاهتمام بالأبحاث العلمية. وشدد السيد - خلال الندوة العلمية التى عقدت بالمركز الاقليمي للأغذية والأعلاف التابع لمركز البحوث الزراعية بمناسبة إنشاء أول مركز للنانو تكنولوجى بمصر وبحضور خبراء الزراعة والأغذية بالمعاهد الزراعية المصرية - على ضرورة الحفاظ على القطن المصري والتوسع في زراعته وإعادة عهوده السابقة باعتباره من أجود الأقطان في العالم.
وأشاد بالعقول المصرية، واصفا إياها بأنها من أحسن العقول في العالم في الإبداع طالما توافرت البيئة المناسبة والإمكانيات المطلوبة للأبحاث، لافتا إلى أن الدين لا يقف ضد الأبحاث العلمية بل يشجعها ويعطيها دفعة إلى الأمام للنهوض بالشعوب.
وقال السيد "إن تكنولوجيا النانو هى الوسيلة الفعالة للقضاء على الجينات المسببة للسرطان لأكثر من نصف سكان العالم سواء في المواد الغذائية المصنعة أو الحبوب الطازجة، موضحا أن جميع الأبحاث الحديثة تشير إلى أن استخدام النانو تكنولوجى لإنتاج الأغذية الوظيفية تضيف لوظيفة الأطعمة وظائف علاجية لكثير من الأمراض، ومنها مقاومة مرض السرطان".
ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح عبدالمؤمن رئيس مركز البحوث الزراعية حرص الدولة على إحداث ثورة علمية في مصر من خلال توفير البيئة المناسبة للباحثين المصريين وخاصة الشباب الذى كان لهم دور كبير في تغيير الحياة السياسية في مصر من خلال ثورة 25 يناير.
وقال "إن الدكتور مصطفي السيد يعتبر مثل أعلى لكثير من الباحثين المصريين، وفي حالة توافر الظروف المناسبة والأجهزة يتفوقون، ومن هنا فإن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تحرص على توافر المعدات والتكنولوجيا الحديثة بمركز البحوث الزراعية ومعاهده ومعامله المختلفة لإعطاء الفرصة للباحثين المصريين لإظهار مواهبهم العلمية".
يشار إلى أن مركز النانو تكنولوجي المصري الجديد يعتبر أول مركز علمى تطبيقى في الشرق الأوسط متخصص في الرقابة على المنتجات المصنعة بالنانو تكنولوجى والأمراض التى تسببها المبيدات الزراعية وأمراض النبات والحيوان للإنسان.
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد عمارة رئيس المركز الاقليمى للأغذية والأعلاف - خلال الندوة - إلى أن 19 معملا يعملون في مجال الزراعة والبحوث العلمية حصلوا على شهادة براعة الاختراع من الهيئة الأمريكية للمعامل، مؤكدا أن هذا دليل على التقدم العالمى لمراكز البحوث الزراعية في تكنولوجيا الأغذية والبحوث الزراعية.
واستعرض الدكتور طاهر صلاح رئيس مركز النانو تكنولوجى المصري ملامح المركز الجديد الذى يتم افتتاحه رسميا العام القادم باعتباره أول مركز في مصر، مشيرا إلى أنه يعتبر وحدة متكاملة باحتوائه على جميع الأجهزة العلمية المتقدمة اللازمة لتصنيع ودراسة وتقييم المواد النانو مترية.
وأوضح أن تطبيقات النانو تكنولوجي تستخدم في جميع مجالات الحياة بداية من الطب والصناعة والزراعة وحتى الملابس، مشيرا إلى أن المركز متخصص في تطبيقات النانو تكنولوجى في المجالات الزراعية مثل استخدام المبيدات الحشرية الأمنة، وعلاج أمراض النبات والهندسة الوراثية والغذاء المصنع.
ويتولى المركز الرقابة على المنتجات الغذائية وضمان سلامتها وتقييم آثارها على الإنسان والحيوان والنبات والبيئة المحيطة، كما يضم معملا متقدما للنانو تكنولوجى يضم 5 وحدات أساسية في مجال الكيمياء والميكروسكوبات الإلكترونية والأشعة السينية وزراعة الأنسجة ووحدات للقياس المغناطيسي.
وقال صلاح "إن النانو تكنولوجي يعتبر من التقنية الحديثة التى تمكن العلماء من التحكم في بناء جزيئات المواد في حجم النانومتر (ما بين 1 إلى 100 نانومتر) بشكل وحجم محدد وباختلاف كل من الشكل والحجم لنفس المادة النانومترية تختلف الخواص الكيمائية والفيزيقية والبيولوجية للمادة عنها في الحالة العادية".
وأضاف أن للنانو تكنولوجى العديد من التطبيقات سواء في المجالات الزراعية أو غير الزراعية منها على سبيل المثال ما يسمى بالغذاء النانوى ويقصد به إما انتاج أغذية أو إضافتها في حجم النانوميتر أو استخدام النانو تكنولوجى في إحدى مراحل التصنيع الغذائى.