أكثر من ثلاثة أشهر قضاها المصور الصحفى المصرى عمرو صلاح الدين على جبهات القتال وداخل المدن المحاصرة خلال تغطيته لأحداث الثورة الليبية، تنقلها لنا الآن عدسته فى معرضه المقام بالقاهرة «ذات الرجال.. ليبيا». «ذات الرجال» هو الاسم الذى أطلقه الليبيون فى غمار ثورتهم على مدينة «مصراتة» نظرا للدور الكبير الذى لعبته فى الإطاحة بالقذافى، وهو الاسم الذى رأى صلاح الدين إطلاقه على ليبيا كلها فى عنوان معرضه الذى افتتحه أمس فى ساقية الصاوى بالزمالك.
المعرض الذى يستمر حتى آخر الشهر، يحاول أن يحكى بالصورة، «القصة الأسطورية لكفاح الشعب الليبى التى تلهم كل المظلومين إلى تكسير قيودهم»، على حد وصف صلاح الدين.
«الحرب، الدموع، الدم، الانتصار»، عناصر بدت واضحة فى صور المعرض البالغ عددها 64 صورة، والتى التقطتها عدسة الكاميرا ما بين الشرق المحرر والغرب الذى كان محتلا من جانب كتائب القذافى، تؤكد كلها كيف يمكن أن يكون الموت شريانا يمد الإنسان بالحياة.
والقصة التى ترويها الصور لا تخلو من دروس للمصريين، كما يقول صلاح الدين، أولها: إنه لا ثورة حقيقية من دون تطهير شامل لكل عناصر النظام السابق، مثلما فعل الثوار مع كتائب ومرتزقة القذافى.
أما ثانى أهم هذه الدروس فهى أنه «لا يوجد نظام أمنى أو عسكرى يستطيع أن يكبح ثورة داخل الصدور، وأن استخدام العنف مع الثوار لا يجدى شيئا، إلا مزيد من العنف المضاد».