أكد الدكتور خالد فهمى المؤرخ المعروف رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية أن إنقاذ الكتب المحترقة من المجمع العلمى لم تكن من أولوياته، بعدما شهد بنفسه القتل المتعمد للمعتصمين أمام مجلس الوزراء. لكن ألم تتأثر بحرق المجمع العلمى؟ أجاب فهمى المسئول عن اللجنة الرسمية لتوثيق ثورة 25 يناير: «لا أقلل من قيمة المخطوطات والكتب القديمة. وذهبت بالفعل إلى المجمع محاولا إنقاذ بعض الكتب. ولكن التراث لا قيمة له إذا لم نتعامل معه، فهو ليس عهدة حكومية، ولا يجب التعامل معه وكأن الغرض الوحيد منه هو الحفظ دون استخدامه وقراءته أو الاشتباك معه. أهمية التراث فى إتاحته للناس وظهور منتج علمى له».
واستطرد فهمى: «بالطبع حرق المجمع العلمى كارثة حقيقية. ويجب أن نسأل من المتسبب فى حرقه. لا أجزم بمن حرق المجمع، ولكن ما رأيته بعينى وسجلته أن هناك شبابا يقال عنهم إنهم بلطجية كانوا يحاولون إنقاذ الكتب وسط النار وتسليمها إلى الشرطة العسكرية».
وعن اتهام الشباب بإلقاء الطوب والمولوتوف وإحداث فوضى، أكد د.فهمى أن الشباب كانوا يلقون فقط الطوب والمولوتوف على الشرطة لا المنشآت العامة أوالمحلات التجارية كما نرى فى الثورات الأخرى. الثورة كانت وما تزال ضد الشرطة، ولم تكن صدفة أنها قامت يوم عيد الشرطة 25 يناير».
ولكن هذا ليس مبررا لحرق المجمع العلمى؟ أجاب فهمى: «بالطبع لا مبرر إطلاقا لحرق المجمع، ويجب معرفة الجانى الحقيقى عن ذلك، ولا يجب الانسياق وراء اتهام المجلس العسكرى للثوار بحرق المجمع وكتبه التى نستطيع أن نعوضها بسهولة، حيث إن غرضه معروف وهو التشكيك فى الثوار».