حثت وزيرة الخارجية الأمريكية- هيلاري كلينتون، جنوب السودان على أن يكون أكثر حكمة في التعامل مع ثروته النفطية، محذرة من أن سوء الإدارة و"لعنة الموارد" يمكن أن يتسببا في استيلاء نخبة معدومة الضمير وقوى أجنبية على الأموال.
ورحبت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر بشأن تنمية جنوب السودان في واشنطن أمس الثلاثاء، بتعهد الحكومة الجديدة بتحسين الشفافية والمحاسبة خاصة في قطاع النفط الذي يبدو في طريقه لعملية تطوير واسعة.
وقالت بشأن الثروة النفطية أمام مستمعين من بينهم رئيس جنوب السودان سلفا كير "نعلم أنها إما ستساعد بلدكم على تمويل جهوده للخروج من الفقر، أو أنكم ستقعون فريسة للعنة الموارد الطبيعية التي ستؤدي إلى ثراء نخبة صغيرة ومصالح وشركات ودول أجنبية وتترك شعبكم في حال ليس أفضل كثيرًا مما كان عندما بدأتم".
وقال كير، إن جنوب السودان عازم على أن يصبح "جزيرة استقرار" في إفريقيا بعد استقلاله في يوليو عقب استفتاء توج اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 لإنهاء عقود من الحرب الأهلية في السودان.
وقال أمام المؤتمر "جئنا من 50 عاما من الصراع والتهميش والحرب. لقد خلق تاريخنا عقبات وتحديات لا تحصى علينا أن نتخطاها". وأضاف "من الممكن أن تكون لدينا خطط مكتوبة ومدروسة جيدًا لكن إذا لم نحسن عمليا نظام الحكم فسيكون هذا الحلم كأن لم يكن".
وينتج جنوب السودان نحو 75 في المئة من 500 ألف برميل يوميًا كان ينتجها السودان الموحد. ومن الممكن أن تجعل عائدات النفط جنوب السودان أحد أثرى الدول في المنطقة على الأقل على الورق، لكن جنوب السودان والسودان لا يزالان يواجهان نزاعات بشأن عائدات النفط وإنهاء القتال في مناطق حدودية مضطربة.