أدلى سلفا كير رئيس جنوب السودان بأقوى تلميح الى أنه سيدلي بصوته لصالح انفصال جنوب السودان عن شماله في الاستفتاء الذي اقترب موعده مما أذكى التوتر قبل 100 يوم من الاستفتاء. وقال كير أمام الاف من انصاره في جوبا عاصمة جنوب السودان انه لن يصوت لصالح وحدة السودان لان شيئا لم يحدث يجعل الوحدة جذابة مما يزيد من الضغوط على العلاقات التي تعاني من تعقيد شديد مع قادة الشمال الذين يدعون الى بقاء شطري السودان في دولة موحدة. ونص اتفاق السلام الشامل الذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية عام 2005 على منح سكان جنوب السودان وعدا باجراء استفتاء على الانفصال عن السودان أو البقاء. وتأخرت الترتيبات للاستفتاء عن موعدها وحذر محللون من أن هناك خطرا ان ينزلق السودان الى الحرب الاهلية مرة أخرى اذا تأخر الاستفتاء أو تعطل. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوبيون الذين عانوا ويلات الحرب لصالح الانفصال لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها كير حافظت حتى الان على الخط الرسمي المتفق عليه في اتفاق 2005 بأن الطرفين سيحاولان الترغيب في الوحدة وأن يتركا القرار النهائي لشعب الجنوب. ويتسم الاستفتاء بحساسية شديدة في الشمال لان أغلب الاحتياطيات النفطية السودانية توجد في الجنوب. ويمثل النفط حوالي 45 في المئة من دخل الدولة. ولم يتوصل قادة الشمال وقادة الجنوب حتى الان الى اتفاق بشأن كيفية تقاسم عائدات النفط بعد الانفصال. وقال كير بالعربية يوم الجمعة في تسجيل لخطابه استمعت اليه رويترز انه لديه تقديره الخاص ويمكنه أن يقول ما لاحظه بنفسه. وقال انه اذا كان سيصوت وحده على الوحدة أو الاستقلال عن شمال السودان فانه لن يصوت لصالح الوحدة لانه لم ير ما يجذبه للوحدة. وقال جوزيف كلاتو المساعد الرفيع لكير ان الرئيس لم يقصد مناقشة نواياه فيما يخص الاستفتاء لكنه قصد الاشارة الى أن الجنوبيين لم يعطوا حتى الان أي أسباب مقنعة لدعم استمرار الوحدة مع الشمال. لكن مسؤولا رفيعا في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قال لرويترز انه من غير المقبول على الاطلاق أن يعلن كير الان انحيازه للانفصال. وقال ربيع عبد العاطي ان كير خالف اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي نص على أن الطرفين يجب أن يعملا معا من أجل الوحدة. واتهم عبد العاطي كير بمحاولة التأثير على الجنوبيين ودعاه الى سحب تصريحاته وكرر تهديدات سبق أن أدلى بها وزراء ينتمون الى حزب المؤتمر بأن الحزب قد يرفض نتائج الاستفتاء اذا دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان في اتجاه انفصال الجنوب. وقال كير العائد من رحلة الى الولاياتالمتحدة انه لن يقبل أي تأجيل للاستفتاء عن موعده المقرر. وجاء في تفريغ لخطابه بالانجليزية اطلعت عليه رويترز "شركاؤنا في الشمال أبدوا اهتماما أو نشاطا أقل كثيرا من أن يجعل الوحدة طرحا واقعيا. في الوقت الحالي تشير كل العلامات الى حقيقة أنه في التاسع من يناير 2011 سيصوت شعب جنوب السودان بشكل غامر لصالح الاستقلال." وقال كير انه عازم على تفادي العودة للعنف لكنه أضاف "العربة التي نركبها لا ترجع الى الوراء وعندما يدفعنا أحد الى الجدار فلن يكون لدينا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا." وفي خطوة أخرى من المحتمل أن تزيد من سوء العلاقات بين الشمال والجنوب أعلنت وكالة السودان للانباء ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يتزعم حزب المؤتمر الوطني رفع يوم السبت الحظر الذي فرض منذ ثلاثة أشهر على نشر صحيفة الانتباهة.