قررت المفوضية الأوروبية استخدام أجهزة المسح الضوئي للجسم في المطارات الأوروبية ابتداء من 7 ديسمبر الجاري بعد أن خضعت لاختبارات عديدة .. وسيتعين على المسافرين المرور عبر ما يشبه كابينة الهاتف العمومي مع رفع الذراعين وفتح الساقين ، حيث ستقوم أجهزة استشعار مركبة بذراع آلي بالتقاط ما يسمى بأشعة تيراهيرتز أو الأشعة المليمترية. ويقول "هيلموت إيسن" في تصريحات للدويتش فيلا وهو من معهد بحوث فيزياء الترددات العالية وتقنيات الردار التابع لمؤسسة فراونهوفر الألمانية، إن تلك الأجهزة هى أجهزة رادارية صغيرة تلتقط إشارات تصل في هيئة صورة مرئية على الشاشة أمام معاون الرقابة .. وعندها يمكن التعرف عما إذا كان المسافر يحمل مواد أو أجهزة محظورة تحت ملابسه.
وأشار إيسن إلى أن الميزة في أجهزة الكشف عن الجسم تكمن على عكس الكاشفات المعدنية أنها تستطيع الكشف عن أي مواد خطيرة ليس بها معدن بالضرورة مثل السوائل والبودرة وغيرها.لكن يبقى استخدام تلك التقنية مثيرا للجدل .. فباختلاف نوع الجهاز تتنوع شكل الصورة التي تظهر عبر المسح الضوئي .. فهناك تقنية تظهر الملامح الإطارية للجسم فقط وظهور نقاط أو مساحات ملونة قد يعني حيازة المسافر لمواد محظورة على سبيل المثال.
كما أن هناك تقنية لمسح تفاصيل الجسد بدقة وكأنه تم تجريد المسافر من ملابسه .. وهو الأمر الذي أدى إلى موجة اعتراض عريضة بين المسافرين والساسة .. وقد دفع هذا الجدل المفوضية الأوروبية إلى استخدام تلك الأجهزة في مطارات دول الاتحاد الأوروبي في إطار شروط صارمة: إذ يمنع تماما حفظ تلك الصور التي تظهر على الشاشة، وعلى أن يتم الفحص الدقيق لتلك الصور في غرفة منفصلة ، كما أنه من حق كل مسافر الاعتراض على هذا الإجراء والإصرار على أن يتم تفتيشه يدويا بالطريقة التقليدية ، وقد حظر الاتحاد الأوروبي استخدام الأجهزة الكاشفة التي تعمل بالأشعة السينية حظرا كاملا.