لحظة بلحظة عاشتها الشروق أمس منذ بدء عملية الفرز داخل اللجنة الرئيسية بمركز شباب سموحة لمتابعة أحد أبرز المعارك الانتخابية على الإطلاق فى مصر والتى يتنافس فيها على مقعد الفئات كل من المستشار محمود الخضيرى وأحد رموز الحزب الوطنى المنحل رجل الأعمال المهندس طارق طلعت مصطفى. الإسكندرية بكل مواطنيها ظلت ساهرة حتى إعلان النتيجة وخارج اللجنة احتشد الآلاف وتحول الميدان المجاور للجنة الفرز إلى ميدان تحرير مصغر أخذ فيه أنصار المستشار محمود الخضيرى يبتهلون بالدعاء حتى إعلان النتيجة.
الساعة السابعة والنصف مساءً
بمجرد إغلاق الصناديق وانتهاء موعد عملية التصويت بدأت عملية نقل الصناديق إلى مقر اللجنة الرئيسية بمنطقة سموحة وسط احتياطات أمنية كبيرة من جانب قوات الأمن والجيش ومندوبى ووكلاء المرشحين.
محمود الخضيرى كان أول الحاضرين بصحبة مندوبيه داخل اللجنة وسط حضور كبير ودعم ومساندة من جانب قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة وعلى رأسهم القيادى والنائب الفائز صبحى صالح ودكتور حسن البرنس وعبدالعزيز الدرينى عضو النقابة العامة للمحامين، كما حضر أنصار طارق طلعت مصطفى ومعهم نجله الذى ترأس غرفة عمليات الفرز وكان يتابع وينقل تليفونيا لوالده ما يحدث أولا بأول.
الثامنة والنصف مساءً
فى الثامنة والنصف مساء شددت اللجنة المشرفة على الانتخابات بلجنة الفرز فى دخول المندوبين ووكلاء المرشحين الأمر الذى أثار حفيظة أنصار المستشار الخضيرى وقاموا بالهتاف خارج اللجنة خوفا من حدوث عملية تزوير ولم يهدأوا حتى خرج لتهدئتهم المستشار الخضيرى وانتهت تلك الأزمة بسلام.
الساعة العاشرة والنصف مساءً
ترقب وقلق على وجوه أنصار غرفة عمليات طارق طلعت مصطفى ولاسيما بعد أن أظهر فرز عدد من الصناديق تقدم الخضيرى فى كل صندوق بفارف بسيط عن طارق طلعت مصطفى مما أعطى مؤشرات مطمئنة كانت تنقل بين الحين والآخر خارج اللجنة فيتغنى من هم فى الميدان ويتغنون تفاؤلا وللضغط النفسى على كل من أنصار المرشح طارق طلعت مصطفى ومرشح حزب النور السلفى والذى سرت أقاويل كثيرة عن تحالفه مع طارق طلعت.
الثانية صباحًا
لم يعد متبقيا على فرز الصناديق سوى 30 صندوقا فقط ومؤشرات لجنة الفرز من المندوبين ترجح جميعها تفوق المستشار محمود الخضيرى بفارق تعدى 6 الآف صوت وهو الأمر الذى جعل نجل طارق طلعت مصطفى متخوفا بشكل كبير رغم تماسكه وهو يقود غرفة عمليات انتخابات والده.
الثالثة والنصف صباحًا
آثار النتيجة فى هذا التوقيت ظهرت على وجوه فريق غرفة عمليات المهندس طارق طلعت مصطفى والذى اطلع على النتيجة من نجله هاتفيا ويبدو أنه قد طلب منه المغادرة بهدوء ولاسيما أن عملية الفرز قد انتهت ولم يتبق سوى سماع النتيجة النهائية بعد وصول نتيجة أصوات المصريين فى الخارج.
وأثناء تلك الأجواء كان قد انسحب من لجنة الفرز أنصار مرشح حزب النور على مقعد العمال والمنافس لمرشح حزب الحرية والعدالة المحمدى سيد أحمد والذى تفوق بشكل ساحق منذ الساعة الأولى من عملية الفرز.
ورصدت الشروق فى هذا الإطار قيام أحد السلفيين بسؤال أحد مندوبيهم عن نتيجة مرشح حزب النور فأجابه قائلا بأن أخاه قد أخذ الأجر والثواب.
الرابعة فجرًا
لم يلحظ الكثيرون مغزى سؤال رئيس اللجنة المشرفة على عملية الفرز المستشار عبدالمطلب نصر حينما سأل الحاضرين الذين تخلعت قلوبهم وهم فى انتظار النتيجة عن موعد صلاة الفجر حيث أجابوه بأنه فى الرابعة وخمس عشرة دقيقة.
وأثناء تلك اللحظات قام رئيس اللجنة بشكر الجميع على مجهودهم طوال فترة فرز الأصوات منذ الجولة الأولى وحتى جولة الإعادة مشيدا بالمظهر الحضارى الذى يليق بمصر ومشيدا برجال الجيش والأمن وختم كلامه بالدعاء لمأمور قسم سيدى جابر العميد أيمن عوض لسقوطه مغشيا عليه من الإعياء.
الرابعة وخمس عشرة دقيقة
بمجرد انطلاق أذان الفجر وحينما كان يردد المؤذن كلمة الله أكبر أعلن المسشار عبد المطلب نصر رئيس لجنة الفرز النتيجة بفوز المستشار محمود الخضيرى.
لم ينم أحد من شعب الإسكندرية فالجميع أخذ يحتفل حتى شروق الشمس بعد أن قاموا بصلاة الفجر جماعة فى الميدان المقابل للجنة الفرز بمركز شباب سموحة وانطلقت مسيرات ضخمة بالسيارات وبعلم مصر هو الأطول من نوعه طافت جميع أنحاء دائرة سيدى جابر والرمل وسط هتافات كان أبرزها أيها الفلول الثورة مستمرة وثورتنا هتفضل حرة، وأهو أهو رئيس المجلس أهو.