قال سكان في قرى تركية قريبة من الحدود مع سوريا، أن القوات السورية على الحدود التركية فتحت النار في دفعات متواصلة اليوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من إعلان السلطات السورية عن تصديها لمحاولة لاختراق حدودها.
وقال جنود منشقون ينتمون إلى الجيش السوري الحر ويتخذ بعضهم من تركيا مقرًا لهم، إن الجيش اشتبك أمس الثلاثاء مع القوات الحكومية السورية قرب الحدود التركية لكنهم نفوا أن تكون قواتهم قد عبرت الحدود إلى سوريا من تركيا التي نددت حكومتها بحليفها السابق الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أبو فهد الذي يسكن في قرية جوفيجي الحدودية لرويترز عبر الهاتف "سمعنا إطلاق نار كثيفا... سمع صوت دوي الإطلاق حتى قرب الفجر". وأضاف أن الأصوات كانت قادمة من ناحية الجانب السوري للحدود. بينما قال أبو يوسف الذي يقطن القرية نفسها أنه شاهد إطلاق النار يأتي من مواقع قوات الجيش السوري وأنه يعتقد أنه كان يستهدف أشخاصًا يحاولون عبور الحدود "السوريون كانوا يطلقون النار بالقرب من الحدود من مواقع القناصة على جانب التل".
وتدهورت العلاقات بين سوريا وتركيا منذ بدأ الأسد استخدام القوة في مارس لقمع الاحتجاجات ضد حكم أسرته المستمر منذ أربعة عقود. وقالت تركيا التي تخشى اندلاع حرب أهلية في سوريا إن الحاجة قد تدعو إلى إقامة نطاق أمن على حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر إذا أسفرت أعمال العنف عن موجة كبيرة من اللاجئين السوريين.
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية أمس الثلاثاء إن قوات حرس الحدود السورية منعت محاولة 35 "إرهابيا مسلحا" دخول البلاد عبر الحدود التركية. وتصف الحكومة السورية معارضيها الذين حملوا السلاح دائما بالإرهابيين.
وقالت الوكالة إن بعض القوات المعادية أصيبت وفرت عبر الحدود وتلقت علاجا من الجيش التركي. ورفض المسؤولون في أنقرة التعليق على هذا الأمر علنا. وقال مصدر دبلوماسي تركي إن ما نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء غير دقيق، وقال إنه ليس من سياسة أنقرة "إرسال أفراد من الجيش إلى دول أخرى".
وقال ضابط بالجيش السوري الحر إن قوة من الجيش هاجمت مركزا للشرطة السورية قرب الحدود يوم الثلاثاء مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. وأضاف بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته إن مقاتلي الجيش السوري الحر شنوا الهجوم من داخل سوريا ولم يتسللوا من تركيا. لكن العديد من المصابين خلال العمليات نقلوا لاحقا إلى مستشفيات في تركيا.
وقال الضابط "جرى إطلاق نار كثيف في عين البيضة حيث قصف الجيش منازل ردا على عملية شنها الجيش السوري الحر العامل في المنطقة ضد قوات الأمن. أؤكد إصابة عدة أشخاص وتم تهريبهم ونقلهم إلى مستشفيات على الجانب التركي".
لكنه أضاف "هذه قوات الجيش السوري الحر وهي لم يسبق أن عملت داخل تركيا وليست قادمة من تركيا". وقال منشق آخر عن الجيش السوري مطلع على العمليات إن ثلاثة من المصابين في العمليات نقلوا إلى مستشفيات داخل تركيا وقال "الأتراك لا يردون أحدًا". وكانت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي حليفا مقربا لسوريا لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يطالب الأسد الآن صراحة بالتنحي.