تؤمن المخرجة والمنتجة ماريان خورى أن الفن أحد العوامل المؤثرة فى نمو المجتمعات وتعريفها بحقوقها وواجباتها وتحلم ومنذ سنوات بحالة فنية تمكن المواطن المصرى من مشاهدة مدارس سينمائية مختلفة وذلك من خلال بانوراما الفيلم الأوروبى الذى انتهت فاعليات دورته الرابعة مؤخرا. فى البداية قالت ماريان: نحاول خلق ثورة فى نوعية ما يشاهده عشاق السينما المصريون فى دور العرض فكيف تتخلف البانوراما فى مثل هذه الظروف؟! فهذا واجب سينمائى وطنى ومغامرة أيضا.
فرغم تجدد أحداث التحرير قبل افتتاح البانوراما لم نقم بإلغائها، إنها عنوان على قدرتنا على مواجهة كل ما يحدث عبر السينما وهى فرصة لنقل وجهة نظرنا للعالم من خلال ضيوف البانوراما
● على أى شىء راهنت من أجل نجاح البانوراما لهذا العام؟ أولا اختياراتنا مجموعة من الأفلام المتنوعة والمتميزة الى حد كبير وهو ما شهد به الجميع وأيضا قسم أفلام الثورات والذى من أجله كنت مصرة على إقامة هذه الدورة لأن ما يتضمنه يعطينا درسا فى كيفية التعامل مع ثورتنا من خلال نماذج تاريخية سابقة ومختلفة فى العديد من دول العالم وفى الوقت ذاته لتوعية الجمهور بالثورات ومفهومها.
● وهل تعتقدين أن رهانك قد نجح؟ بالطبع، وللعلم الحضور فاق كل توقعاتنا قياسا بالظروف التى تعانى منها مصر والتحامنا مع موعد الانتخابات ولكننا جذبنا ما يقرب من حوالى 10 آلاف مشاهد على مدار أسبوع بل وطالبنا البعض بمدها لأسبوع آخر ولم نستطع ولكن سنقوم بعمل عرضين للأفلام نكمل بهما بانوراما العام الحالى أولهما فى منطقة عين شمس الشعبية والأخر بإحدى المدارس لنؤكد على ان هدفنا هو السينما للجميع.
● أهم الأفلام التى قمتِ بعرضها لهذا العام؟ قدمنا فى هذه الدورة أفلاما مهمة بل وجعلنا المشاهد المصرى يدفع تذكرة ليشاهد أفلاما تسجيلية كفيلم «بينا» الألمانى وكان قسم أفلام الثورات مؤثرا والذى شهد عرض فيلم «التحرير 2011» والذى صنعه المخرجون تامر عزت وعمرو سلامة وأيتن امين، والأفلام الطويلة ك«الفنان» والذى حصد جائزة كان فى التمثيل وفيلم «سنوات الحب» لروبيرت دى نيرو ومونيكا بيلوتشى و«الجلد الذى أسكن فيه» لالمو دوفار وبطولة انطونيو بانيدراس و«ميلانكوليا» للارس فون تراير و«حرائق» و«الشرط» و«أيام إيرانية» و«الموجة الخضراء» و«كوبا أوديسا أفريقية» و«سينما كومنيستو» كلها أفلام متنوعة بين التسجيلى والروائى جذبت العديد من الجمهور وحتى الفيلم التكريمى الذى عرضناه تكريما للمخرج التونسى الراحل مصطفى الحسناوى وهو فيلم «القاهرة أم وابن» حقق نجاحا كبيرا.
● يتساءل كثيرون عن الهدف الذى تسعى له من وراء تنظيمها لبانوراما الفيلم الأوروبى كل عام؟ أنظمها عن قناعة، ربما يكون السبب تربيتى، وربما الخبرات التى مررت بها، فأنا أعمل فى مجال السينما منذ 30 عاما، وأتيحت لى فرصة حضور مهرجانات كبيرة ومشاهدة أفلام من ثقافات مختلفة، ولدى قناعة بأهمية تقديمها للمشاهد كإنسان وكمتلقٍ ولصناع السينما أيضا.
ولكن الدورة الرابعة هذه العام تأتى وسط ظروف اقتصادية وسياسية بالغة الصعوبة مما يجعل البعض يؤكد أنها مغامرة كبيرة؟
● يتعجب الكثيرون من قدرتك على جلب هذه الأفلام بالرغم من عدم قدرة مهرجانات تقف وراءها الدولة على هذا فما هى الخريطة التى اتبعتها ماريان للحصول على هذا الامتياز؟ أنا ومعى فريق للاختيار نقوم بمتابعة ما يتم عرضه فى المهرجانات الكبرى طوال العام، وهناك شرطان نضعهم دوما فى حسباننا للاختيار: إما أن يكون الفيلم نال جوائز مهمة فى مهرجانات كبرى أو يكون حقق نجاحا تجاريا فى بلده، بالإضافة إلى عرض أفلام تسجيلية حتى نحقق التنوع، وهذا العام مثلا، ستجدون أفلاما أوروبية مهمة من مدارس محتلفة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والدنماركية. وفى العموم طموحى دوما هو أكبر من اختيار الأفلام التى من السهل التعاقد عليها، فبعد تحديد الأفلام التى يجب أن تكون فى المهرجان أبدأ إجراءات التفاوض عليها حتى أصل للأفلام التى يشاهدها الجمهور المصرى فى البانوراما كل عام.
● التذكرة للحفلات المسائية ب30 جنيها وهو مبلغ قد يعتبره بعض الشباب مرتفعا وخصوصا لرغبتك فى خلق نوعية جديدة من المشاهدين؟ من أجل هذا السبب تحديدا ومنذ دورتين ونحن جعلنا العروض الثلاثة الأولى كل يوم بها 50 مقعدا مجانا بأسبقية الحضور، ومن يرغب فى مشاهدة الأفلام فعلا سيحضر، لكننى لا أستطيع عمل الدخول مجانا بشكل عام، يجب أن أحقق بعض الإيرادات لتساهم فى تكلفة جلب هذه الأفلام التى تختلف من دورة لأخرى.
● ما هى المعايير التى اعتمدت عليها فى اختيار الضيوف؟ حب هؤلاء المبدعين لمصر وخصوصا أن معظمهم يطير لمهرجانات دولية تمنحه جوائز طوال العام والبانوراما، فترتها أسبوع فقط ولا تمنح أية جوائز وهذا العام مثلا يعتبر رومان جوبيل اختيارا مناسبا لكونه مخرجا وناشطا وثوريا. والمخرجة المصرية جيهان الطاهرى والمخرجة السويسرية ساندرا جيزى والمخرج المصرى المقيم فى زيورخ أحمد عبدالمحسن والناقد المغربى محمد الدهان والمخرج البرتغالى سيرجيو تريفو المدير السابق لمهرجان لشبونة السينمائى الدولى للفيلم التسجيلى.