تبادلت حركتا فتح وحماس اليوم الجمعة الاتهامات باعتقال أنصارهما ما بين الضفة والقطاع ، في الوقت الذي يترقب فيه الشارع الفلسطيني التطبيق العملي للمصالحة وإنهاء ملف المعتقلين والذي تصدر مباحثات ابومازن ومشعل في القاهرة الخميس قبل الماضي. فقد أعلنت حركة حماس أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية اعتقلت سبعة من أنصارها في محافظات طولكرم وسلفيت وقلقيلية، كما فصلت معلما من وظيفته في نابلس، واستدعت للمقابلة طالبا جامعيا في بيت لحم واعتبرته استمرارا لمسلسل التجاوزات والانتهاكات بحق أنصارها فى الضفة الغربية.
وقالت حماس أنها أصدرت تقريرا عن ممارسات أجهزة امن الضفة عن شهر نوفمبر المنقضي ،واظهر التقرير انه تم اعتقال أكثر من ثلاثين مواطنا فلسطينيا في الضفة ممن عرفت أسماؤهم .
وأضاف التقرير أن الأجهزة الأمنية تمارس صنوفا من التعذيب الجسدي والنفسي ضد المختطفين في سجونها، وتمنع عنهم الزيارة وإدخال الأغراض الشخصية التي تلزمهم.
وأوضح بأن السلطة الفلسطينية تمارس سياسة الإقصاء الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي، حيث أقصت ثمانية موظفين ينتمون لحركة حماس. وعرض التقرير مواقف لنواب في المجلس التشريعي تدين السياسة التي تنتهجها السلطة فى الضفة ضد أنصار وكوادر حركة حماس وفصائل المقاومة الذين أكدوا أنها مرفوضة ولا يمكن قبولها.
ومن جانها انتقدت حركة فتح مواصلة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عمليات استدعاء والاعتقالات بحق أنصارها في القطاع ، وقالت أن حماس استدعت عضو قيادة إقليم شرق غزة منال جراد على خلفية سياسية انتمائها للحركة، في إطار حملة اعتقالات وملاحقات واستدعاءات استهدفت في الأيام الأخيرة عددا من مناضلي الحركة وكوادرها القيادية .
واعتبرت فتح في بيان لها استدعاء المناضلات في صفوف الحركة سابقة خطيرة، هدفها المس مباشرة بالمصالحة الاجتماعية التي نص عليها اتفاق المصالحة، والتي تم التأكيد عليها في لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل .
وطالبت حركة 'فتح' 'حماس' بالتراجع عن 'فريتها التي روجتها عن المناضلة منال جراد والاعتذار لها ولعائلتها ولحركة 'فتح' وللشعب الفلسطيني' كما طالبت المؤسسات الحقوقية بالتدخل فورا لإيقاف حملة الاعتقالات السياسية، والاطلاع على حجم انتهاكات 'حماس' لما تم الاتفاق عليه بعد اجتماع القاهرة .
كما دعت حركة 'فتح' في بيانها، العقلاء من 'حماس' بالتدخل لإيقاف جريمة اجتماعية بحق مناضلات الحركة، ووضع حد لانتهاكات حماس لحقوق المواطن الفلسطيني ولإغلاق ملف الاعتقال السياسي إلى غير رجعة .
كما استنكر المكتب الحركي المركزي للصحفيين، والتابع لفتح وبشدة إقدام قوى أمن حماس، خلال الأيام الأخيرة، على اختطاف أربعة من الصحفيين بعد مداهم منازلهم وأماكن عملهم، بالإضافة لملاحقة إحدى الصحفيات.
وأوضح المكتب الحركي أن أمن حماس اقتحم قبل أكثر من شهر مقر نقابة الصحفيين في القطاع والاستيلاء عليه بالقوة المسلحة، واحتجاز العاملين به ومصادرة كافة محتوياته ولا زالت.
وقال الناطق باسم فتح فايز ابو عيطة، ان قيادات من حركتي فتح حماس سيلتقيان خلال الأسبوع المقبل لبحث العديد من الملفات العالقة بينهما وفى مقدمتها ملف المعتقلين السياسيين.