جاء العدد الأخير من مجلة (الحركة الشعرية) التي تعنى بالشعر الحديث في البلدان العربية والمهاجر و"المنافي" حاملا قصائد من نتاج 52 شاعرة عربية. جاءت غالبية القصائد من قصائد النثر باستثناء نحو أربع منها وبعضها قصيدة نثر بداخلها إيقاع وزني في بعض المجالات. وتوزعت القصائد على بلدان عربية، وعلى بعض المهاجر، وهي المغرب وتونس ولبنان وقطر وسوريا والأردن وفرنسا وكندا ونيوزيلندا ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والعراق وفلسطين والسعودية وأمريكا والجزائر. ووردت القصائد دون الإشارة إلى البلدان التي أرسلت منها.
الحصة الكبرى من القصائد كانت لتونس، وبلغت عشر قصائد، وبعدها حل المغرب بسبع قصائد، وبعدهما العراق ولبنان مع خمس قصائد لكل منهما، ثم سوريا والجزائر بثلاث قصائد لكل منهما.
وقيصر عفيف الشاعر المهجري الذي يوزع اقامته بين المكسيك ولبنان يتولى رئاسة تحرير مجلة الحركة الشعرية، بينما يتولى محمود شريح أمانة التحرير.
وتحت عنوان "الشعر الأنثوي" كتب قيصر عفيف يقول عن العدد الخاص بالشاعرات الذي جاء كتابا في 139 صفحة متوسطة القطع "أفردنا هذا العدد من (الحركة الشعرية) للشاعرات العربيات من مختلف الأوطان والمنافي. وليس السبب وراء ذلك اية نظرة تجزيئية تقسيمية للشعر".
وتحدث عما تقوله العلوم عن الرجل والمرأة وما تقوله الأديان. وقال "دماغ الرجل اكثر وزنا من دماغ المرأة، لكن هذا الفرق كما يشير العلماء لا يدل على تفوق الرجل على المراة من حيث القدرات العقلية".
وتابع "فالمراة أكثر قدرة على قراءة تعابير الوجه وكشف الانفعالات النفسية. وتقول الابحاث ان المرأة افضل في الذاكرة القصيرة من ذاكرة الرجل، وهو افضل منها في الذاكرة الطويلة. أذن المراة الموسيقية اعلى من أذن الرجل. تتعرض المراة للاكتئاب اكثر من الرجل بسبب هرمون الاستروجين. عند المرأة تطغى العواطف وعند الرجل تطغى العقلانية وينكمش الحنان".
وأضاف "المرأة اكثر تحملا للألم بسبب الحمل والولادة وأكثر تحملا للمرض والتعب وبشرتها أقل سمكا من بشرة الرجل ولهذا تبدو تجاعيد وجهها قبل تجاعيده". وقال "اذا كانت الاختلافات بين الرجل والمراة قائمة فلا بد أن يكون ثمة اختلاف في كتابة كل منهما. يقولون ان العبث والتمرد في كتابة الرجل اقوى واشد وضوحا".
"والحقيقة أنه بالرغم من الاختلاف بينهما يصعب علينا من قراءة نص أن نعرف مسبقا جنس صاحبه. سألت شاعرات وشعراء عن رأيهم فاختلف الامر بينهم. منهم من قال انه لا يجد فرقا بين النصوص الذكورية والانثوية ومنهم من راح يؤكد وجود الفوارق".
من بين القصائد قصيدة "نحو متاهة الذات" للتونسية فاطمة الزهراء بنيس وفيها تقول "لذيذ سفري اليك رغم ان الوصول بات محالا كلما اغراني طريق بك سرت فيه املا بلقياك مغمضة العينين اسافر استمد نوري من قلبي الظاميء اليك وعندما اتعب من عمق المسافات من منعطفاتها ومنزلقاتها اسلم نفسي لطريق اخر قد تتراءين فيه".
وفي قصيدة "حديث الروح" للتونسية زهور العربي، نقرأ بداية "جبرانية" حيث تقول "امهليني ايتها الروح لم تحن ساعتي بعد/ اني اتصارع مع زبد الذكرى وامواج الحنين ثائرة تبرز انيابها كالليث المسعور.
في "مروحة الألوان" نقرأ للشاعرة اللبنانية سوزان عليوان قولها "لان الحاضر فراشة في شطة لان اللحظة اثر لحظتها ماضينا التقط لك صورا كثيرة لان عين اضعف من ذاكرة وضحكتك فضاء لا يتكرر في مروحة الوان تنفتح امامي انت منذ احببتك حتى اخر مكالمة بيننا ".
في قصيدة "مثل زهرة عباد الشمس" للدكتورة هدية الايوبي من فرنسا نقرأ "لم تتوقع مطرا ولم ترم نرد الغواية لكن رمانها يضيء/ لا تتلصصوا على الاميرة وهي تغسل نهديها في الساقية وقمر تكور في حجرها مثل زهرة عباد الشمس ينتصب.. ينتفض.. يد يغيب في مائها".
وعند بديعة القادري من تونس نقرأ شعرا فيه تحليل منطقي ويتحرك ايقاعا وتقفية متغيرين، إذ تقول "ويسافر البحر المطل على الحدود نحو العمالقة الصغار نحو العباقرة الصغار اطفال الحجارة اطفال غزة والجليل بلا لعب، الا الحجارة تنتشي تبني جسورا للاياب وللغضب تمحو تراتيل الجنازة والغياب وتصيح في امد عنيد يا عمر العظيم ويا "صلاح" انا ها هنا ما ضاع فتحكما سدى انا هاهنا في كف اطفال عمالقة عظام قد صرت نارا وانتصارا فيها السنابل والزنابق والرعود".