واصل الناخبون في مصر أمس الاثنين، الإدلاء بأصواتهم في بداية الجولة الأولى من انتخابات تشريعية تمهد لنقل السلطة إلى المدنيين من المجلس الأعلى للقوات المُسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير الماضي.
وقال الكاتب الصحفي عمرو خفاجي- رئيس تحرير جريدة الشروق، وقفت في طابور التصويت في مدرسة ترميم الآثار بمدينة نصر، وكان الطابور لا يقل طوله عن كيلو متر في تمام الساعة الثامنة صباحًا، مشيدًا بأن الانتخابات جرت في جو هادئ وسط إقبال كبير، وبسبب هذا الإقبال تم مد الاقتراع ساعتين إضافيتين.
وأكد أن هناك مخالفات جرت في هذه الأثناء، كما قام عدد من المرشحين بالدعاية لأنفسهم أمام وداخل اللجان، غير أن أحد القضاة منعهم من ذلك وصرفهم إلى خارج اللجان، وأضاف خفاجي، أن الحبر الفسفوري المستخدم هذه المرة تصعب إزالته على غير المعتاد، كما "لاحظت أيضًا أن نسبة إقبال السيدات للتصويت في انتخابات أمس الاثنين كانت مرتفعة جدًا".
وأشار خفاجي، في حديثه عن تقييم الانتخابات في برنامج "برلمان ما بعد الثورة" من خلال قناة "أون تي في" الفضائية، إلى أن ما يحدث الآن جزء من نجاح أحداث ثورة 25 يناير الماضي، قائلاً: "أكن كل التقدير والاحترام والتقديس لكل الذين استشهدوا في هذه الثورة، فلولاهم ولولا دماءهم التي سالت وقتها ما كنا حصلنا على ما نحن فيه الآن". مؤكدًا على أن مصر تشهد حالة تغير كبير حتى وقتنا الحالي.
من جانبه، فقد صرح الدكتور ياسر عبد العزيز- الخبير الإعلامي، أننا نقطف اليوم إحدى ثمرات ثورة 25 يناير المجيدة، وعلينا لتحقيق مطالب الثورة أن نصوت للأصلح والأفضل ممين يمثلوننا في البرلمان، حتى لا تخطف هذه الأمة لمصلحة تيار بعينه أو فصيل سياسي محدد.
وأكد الدكتور ياسر عبد العزيز، أن هذه التجربة أعادت للمواطن المصري الشعور بكرامته وبالفخر الوطني، مضيفًا، أنه في عدد من المحافظات التي تجرى فيها المرحلة الأولى من التصويت وقف الناخبون بصبر في طوابير طويلة انتظارًا للإدلاء بأصواتهم وتناقشوا في مستقبل حكم البلاد الذي يرون للمرة الأولى أن بإمكانهم المشاركة في تشكيله.
وأوضح عبد العزيز، أن موجات الثورة المتكررة الآن بميدان التحرير هي من أجل تصحيح المسار، وأدعو القائمون عليها بضرورة البعد عن العنف والتعرض للمتلكات العامة والخاصة، كما أشار إلى أنه يحق لنحو 17 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من هذه الانتخابات لاختيار مجلس الشعب الجديد والتي ستنتهي يوم 11 يناير.
وصرح كذلك بأن الإقبال الكبير على الاقتراع من شأنه أن يعطي الانتخابات شرعية وأن يسهل انتقال السلطة للمدنيين. مضيفًا أن انتهاكات كثيرة وقعت للحظر المفروض على الدعاية خارج أماكن التصويت. غير أنها "انتخابات نزيهة حتى الآن، على خلاف الانتخابات التي كانت تجرى في السابق، ولكن أيضًا فإن ضعف الاستعدادات يجعل القضاء التام على أساليب الانتخابات السابقة يبدو بعيد المنال نسبيًا".
وفسر الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز، أنه يستطيع الناخبون الإدلاء بأصواتهم أيضًا اليوم الثلاثاء في هذه الجولة إلى منتصف الليل بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات. وتكتمل مراحل التصويت الثلاث لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير وتجرى كل منها على يومين.
وأضاف أيضًا، أنه يجري شغل ثلثي مقاعد مجلس الشعب بالقائمة الحزبية المغلقة، وهي نظام جديد على أغلب الناخبين. ويجري شغل الثلث الباقي عن طريق المنافسة الفردية.