يتتبع كتاب "طبقات المجتمع" الأصول التاريخية لنشأة الطبقات، وهو منهج حرص مؤلف الكتاب؛ المفكر الفرنسي أندريه جوسان، على بيان أهميته بقوله:"إننا لا نستطيع أن نفهم ظاهرة في مجتمعاتنا الحالية الا بالرجوع إلى أصولها الأولى" . بدأ الكتاب، الذي صدرت ترجمته العربية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجمه الدكتور السيد محمد بدوي، بمقدمة عن معنى الطبقة الاجتماعية، شرح فيها جوسان أهم العناصر التي تدخل في تحديد هذا المعنى، وهي الثروة والحرفة ونوع الحياة، وأكد تداخل هذه العناصر وتشابكها، بحيث لا يمكن فصل أحدها عن بقية العناصر الأخرى.
وانتهى جوسان من هذه المقدمة إلى أن الطبقة الاجتماعية وإن كانت ماثلة في كل مجتمع، إلا أننا لا يمكننا أن نحددها تحديدا صارما كما نحدد الأشكال الهندسية.
في الفصل الأول يتناول المؤلف عالم الثروة وأثره في كسب النفوذ والسيطرة. وفي الفصل الثاني يتناول تكوين الطبقات الاجتماعية ونشأة علاقات التبعية بين رجل ورجل عن طريق نظام الرق، وبين شعب وآخر عن طريق الغزو، كما تكلم عن نشأة نظام الإقطاع وظهور طبقة رجال الكنيسة وعن الامتيازات التي اكتسبها النبلاء بفضل خدماتهم الحربية ورجال الكنيسة بفضل خدماتهم الثقافية.
أما الفصل الثالث فقد كرسه المؤلف للكلام عن تطور الطبقات، فأوضح كيف يندمج بعض الطبقات في بعض، وكيف تصبو الطبقات الدنيا إلى الصعود والرقي، على حين ينحط بعض الطبقات العليا إلى مرتبة أدنى بسبب ابتعادها عن فضائلها الأصلية وواجباتها الأساسية.
ويتناول الفصل الرابع الطبقات والحياة السياسية، وأفاض المؤلف فيه في الكلام عن التنافس وأنواع النزاع بين الطبقات. أما الفصل الخامس والأخير فقد خصصه جوسان للكلام عن الاتجاهات والتيارات الخلقية عند الطبقات المختلفة.