أجرى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اتصالا هاتفيا بزعيم حزب النهضة التونسى راشد الغنوشي الذي فاز في الانتخابات الأخيرة في تونس لينقل له "رسالة ثقة بدون أحكام مسبقة". وقال مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسى - في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء - أن جوبيه أعرب خلال الاتصال الذى جرى أمس الاثنين عن تهنئته للغنوشى بالفوز في انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت منذ عدة أيام. وكان وزير الخارجية الفرنسي اكد منذ يومين أن بلاده "تريد أن تثق" في مسئولي حزب النهضة الاسلامي الذى فاز في انتخابات المجلس التأسيسي مؤخرا في تونس و"التعاون معهم".
وتساءل وزير الخارجية الفرنسية "عندما استمع الى خطاب مسئولي حزب النهضة الذين يقولون انهم يريدون بلدا يكون فيه الإسلام هو المرجعية ، لكنه يحترم ايضا المبادىء الديموقراطية ويتعهدون بعدم المساس بوضع المرأة بل انهم سيعملون على تحسينه..فلماذا لا أصدقهم؟!"
وأوضح "أن الانطلاق من مبدأ أن الإسلام والديمقراطية لا يتماشيان يعد أمرا استثنائيا لان في فرنسا نظرة ثابتة للعلمانية لكن هناك دولا عدة تشير الى الدين في الحياة العامة". وقال جوبيه أن السفير الفرنسي في تونس أبلغه بأن مسئولي حزب النهضة لديهم خطاب يستحق الاستماع اليه "وبالتالي سنستمر في التواصل معهم ولكننا سنبقى متيقظين حول بعض المبادىء الديموقراطية".
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد علق على نتائج الانتخابات التونسية التى أسفرت عن فوز حزب النهضة الاسلامى بقوله "ان المساعدات التي ستقدمها مجموعة الثمانى (فى إطار شراكة دوفيل) لتونس ستكون مرتبطة بمدى احترام مبادئ الديمقراطية.. وأن هذه المساعدات ستقدم في حال عدم تجاوز الخطوط الحمراء وأن احترام التداول الديمقراطى للسلطة وحقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمرأة يعد جانبا من هذه الخطوط الحمراء".
يذكر أن حزب النهضة فاز ب91 مقعدا في المجلس التأسيسي التونسي من اصل 217 حيث حصل على 47،41% من الأصوات في أول انتخابات شهدتها تونس بعد نجاح الثورة وسقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على.