شهدت مياه البحر الأحمر، أمس الأول، احتراق عبارة الركاب «بيلا» المملوكة لشركة الجسر العربى، وعلى متنها 1234 راكبا، من المصريين العائدين من دول الخليج وجنسيات أخرى، فور خروجها من ميناء العقبة الأردنى، على مسافة 30 ميلا بحريا من ميناء نويبع. قبل أن تغرق تماما بعد إنقاذ ركابها. وكانت هيئة موانئ البحر الأحمر، قد تلقت استغاثة من طاقم العبارة بيلا، بنشوب حريق بالجراج الذى يضم خمس شاحنات، طالبين إرسال فرق إنقاذ.
وتوجهت العبارة «أيلا» إلى موقع العبارة المشتعلة، وقامت بإنزال لانشات إنقاذ لنقل الركاب، بعد أن قفز عدد منهم فى المياه، فى الوقت الذى أرسلت فيه القوات البحرية لانشات بحرية للمساعدة. وتم الدفع باللنش البحرى العملاق «سوفت1»، وأرسلت هيئة موانئ البحر الأحمر، القاطرة جهاد 4، لموقع الحادث.
وأكد مسئول بالهيئة، بأن موقع حريق السفينة كان داخل مياه الأردن الإقليمية، وأن فرق الإنقاذ المصرية هى التى تدخلت لإنقاذ الركاب، وإخماد الحريق، تزامنا مع إرسال العشرات من سيارات الإسعاف لميناء نويبع لاستقبال المصابين.
وعلمت «الشروق» بانتقال قيادات القاعدة البحرية بجنوبسيناء، لنويبع، لمتابعة عمليات الإنقاذ، ووصول 5 طائرات مصرية وأردنية لموقع الحادث، بالتنسيق ما بين القوات البحرية المصرية ونظيرتها الأردنية.
وأعلن رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، عبدالقادر جاب الله، إنقاذ جميع ركاب العبارة المحترقة. مؤكدا فتح تحقيق حول الحادث وأسبابه، من خلال هيئة السلامة البحرية والتفتيش البحرى والجهات الأمنية المصرية.
وتوافد العشرات من أهالى ركاب العبارة «بيلا» على ميناء نويبع للاطمئنان على ذويهم، وقامت قوات الشرطة بفرض كردون أمنى حول الميناء، تحسبا لأى أعمال شغب.
وقال عدد من ركاب العبارة الناجين ل«الشروق»، إنهم رأوا أمام أعينهم مصير العبارة السلام 98، وأن العناية الإلهية والتدخل السريع ساهم فى إنقاذ حياتهم، بالرغم من فقدان المئات لأمتعتهم التى احترقت داخل السفينة.
وقال حسين بهجت، أحد الركاب: «سيطر علينا فور اندلاع الحريق بالعبارة، صور العبارة السلام 98 وهى تحترق، وعاد إلى ذاكرتنا مصير جميع ضحايا السلام، الذين لقوا حتفهم داخل مياه البحر الأحمر، وأشكر الله على إنقاذى وعودتى إلى أسرتى مرة أخرة، بعد عمل استمر لأربع سنوات داخل دولة الكويت».
ويؤكد سمير عبدالرحيم: «وقت انطلاق صفارة الإنذار على سطح السفينة، كنت نائما ولم أشعر سوى بالأقدام تهرول نحو سطح السفينة، وسط صراخ الركاب، ومحاولة البعض القفز فى المياه، خوفا من النيران التى خرجت من أسفل السفينة».
على جانب آخر، أكد مصدر بحرى مسئول بميناء نويبع، أن 100 راكب أصيبوا من جراء الحريق، وتم نقلهم إلى مستشفى العقبة الأردنى، لتلقى العلاج، وأن الإصابة تنوعت ما بين حالات اختناق، وأزمات قلبية، وإصابات خفيفة نتيجة تدافع الركاب. متوقعا وجود خسائر فى الأرواح، من أفراد طاقم العبارة، خاصة من يعملون فى غرف المحركات وفى الجراج، وأن الخسائر المادية ستتعدى ال10 ملايين دولار، نظرا لاحتراق عشرات السيارات والشاحنات.
من جانبه، قال وزير النقل، على زين العابدين، ل«الشروق»: تم السيطرة على الحريق، وإجلاء جميع الركاب، مشيرا إلى أنه سيتم سحب العبارة المحترقة إلى ميناء نويبع لفحصها ومعرفة أسباب الحريق».
وقال بيان صدر عن وزارة الصحة، أمس، إن الباخرة بيلا اشتعلت، وهى فى طريقها من العقبة إلى نويبع على بعد 30 ميلا بحريا من ميناء العقبة، وتحمل على متنها 1234 راكبا، منهم «940» مصريا والمتبقى من 10 جنسيات أخرى، وأنه تم إجلاء 813 راكبا بواسطة عبارة أخرى وثلاث لانشات بحرية، ومعظمهم تم نقلهم إلى ميناء العقبة، حيث إنه الأقرب من موقع الحادث عن ميناء نويبع.
وأضاف البيان، لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن أى وفيات، ولكن يوجد عدد محدود من الإصابات، والإصابات ليست خطيرة. وأنه تم الدفع ب40 من سيارات الإسعاف المجهزة، منهم 8 على رصيف ميناء نويبع، و12 خارج الرصيف، و20 سيارة فى مدينة السويس.
كما تم رفع درجة الاستعداد بجميع مستشفيات «نويبع ودهب والطور والسويس وشرم الشيخ» بعد أن أصدر الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة والسكان، أوامره بأن تكون مستشفى شرم الشيخ الدولى على أهبة الاستعداد لاستقبال مصابى الحريق.
من ناحية أخرى، قال المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن ركاب العبارة، موجودون حاليا بميناء الدرة على الحدود الأردنية السعودية.
وأضاف رشدى أن المستشار محمد عليوة قنصل مصر فى العقبة، وأعضاء القنصلية، يقومون بتقديم العون اللازم للمصريين بالتنسيق مع السلطات، والاطمئنان على أوضاعهم.
وقال اللواء عادل كساب مدير إدارة الأزمات بمحافظة جنوبسيناء، إن هناك مفقودا واحدا بين ركاب العبارة.
شارك في التغطية: سيد نون وحمادة الشوادفى وميساء فهمى وسنية محمود.