أعلن الدكتور فيصل يونس مدير المركز القومي للترجمة فوز المترجم توفيق على منصور بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة التي يمنحها المركز سنويا وقيمتها مائة ألف جنيه مصري وذلك عن الترجمة العربية التي أنجزها لكتاب " نهر النيل -مشاركة في مورد نادر " وهو من تأليف نخبة من الباحثين وقام بتحريره بي بي هاويل وجي الان . وتسلم الفائز الجائزة في حفل اقيم صباح اليوم بمقر المجلس الاعلى للثقافة حضره عدد من كبار المثقفين والمترجمين في مصر اضافة الى حفيد رفاعة الطهطاوي السفير محمد رفاعة وحفيدته الدكتورة نهى أبو سديرة الأستاذ بكلية الاداب جامعة القاهرة .. والجائزة هي جائزة قومية للترجمة ، تقدم سنويا لصاحب أفضل عمل مترجم أصدره المركز القومي للترجمة وقيمتها المالية مائة ألف جنيه مصري بالاضافة الى ميدالية تذكارية وشهادة تقدير .
وفي كلمته وجه الفائز الشكر للمركز القومي للترجمة ولوزارة الثقافة التي تقدم هذه الجائزة التي وصفها بالمتميزة ،لافتا الى أهمية الكتاب الفائز لكونه طرح جملة من التصورات المهمة لادارة ملف مياه النيل . ووصفه بأنه " كتاب يضيء الطريق نحو تنمية مواردنا المائية ".. وأشار الدكتور فيصل يونس مدير المركز في كلمته الى أن المركز بصدد تطوير عمله باتجاه تفعيل خططه في تأهيل المترجمين واعداد الشباب ونوه في هذا الصدد بأهمية اتفاقية التعاون التي وقعت أمس بين المركز ومركز دراسات الترجمة التابع للجامعة الامريكيةبالقاهرة .
وكشف يونس خلال كلمته عن آلية عمل الجائزة التي تقدم لها عدد من المترجمين المتعاونين مع المركز ،مشيرا الى أن امانة اللجنة قامت كذلك بترشيح اعمال لم يتقدم أصحابها وانتهت لجنة تحيكم الجائزة الى اختيار قائمة قصيرة بالمترجمين الذين رشحوا للجائزة وانتهت الى اختيبار المترجم الفائز من بين عشرة اعمال .
وضمت القائمة الترجمة العربية لكتاب " اينشتاين ضد الصدفة للمترجم عزت عامر ، والمرجع في روايات الخيال لعاطف يوسف أحمد ، وعصر علوم ما بعد الجينوم ترجمة مصطفى ابراهيم فهمي ، وطريق الجوع ترجمة سمير عبد ربه ، حرية زادها العرق ، ترجمة فتحي باطة ، الفتوح العربية ترجمه قاسم عبده قاسم ، والاستشراق الامريكي ترجمة طلعت الشايب ، لاؤكون ترجمة فوزيه حسن ، الفيلم سوفي ترجمة أحمد يوسف اضافة لكتاب نهر النيل ترجمة توفيق على منصور الفائز بالجائزة . وقد تسلم المترجمون في القائمة القصيرة شهادات تقدير خلال الحفل .
وتوفيق على منصور من مواليد 9 مارس 1931 ،حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية ودكتوراة في الادب الانجليزي عام 1993 ويجيد الفرنسية والالمانية والانجليزية ،ألف وترجم ما يزيد عن 60 كتابا ،شارك في كافة الحروب التي خاضتها مصر منذ العام 1956 وحتى أكتوبر 1973 ، حقق بعض كتاب التراث وله عدة أعمال شعرية وسبق له الفوز بجائزة عبد الله باشراحبيل للترجمة التي تمحنها جامعة المنيا عام 2009 .
وكشفت اللجنة عن حيثيات فوزه بالجائزة وقالت في بيان "تجلى بوضوح مدى الجهود التي بذلها ، وربما تجشمها ، المترجم في معرض التهيؤ مع التعامل مع النص ومن ثم الاقدام على ترجمته الى العربية ، على نحو ما عرضه المترجم بقدر ملحوظ في التفصيل في مقدمته ورغم انه لم يورد حواشي من جانبه على المتن المترجم ،الا أنه ظل حريصا على ايراد المقابلات الانجليزية للمصطلحات التي ترجمها "واشاد تقرير اللجنة ب"السلاسة اللغوية التي يتسم بها النص المترجم سواء من حيث التراكيب النحوية أو دقة المفردات أو المصطلحات وكثير منها مصطلحات فنية تقنية " كما أشاد بموضوع الكتاب بوصفه موضوع الساعة حيث يشكل الكتاب أهمية مرجعية للمعنيين بقضايا نهر النيل فالكتاب يضم مساهمات لنحو 19 خبيرا في هذا الشأن منهم العلامة المصري رشدي سعيد والسفير سمير أحمد ويغطي الكتاب بشموليته كل ما يتعلق بتاريخ نهر النيل وجغرافيته فضلا عن النواحي السياسية والقانونية ويعالج السياسات المائية ويطرح تصورات بشأن تنيمة الموارد ".
وخلال الحفل دعا مترجمون مصريون لتخصيص جائزة للترجمة العلمية ، وطالب أخرون بالاهتمام بالترجمات التخصصية بحيث تخصص جوائز لكل فرع ،اضافة الى تحصيص جائزة لأفضل مترجم شاب واطلاق الجائزة بحيث لا تقتصر عملية منحها على اصدارات المركز كما يحدث في الوقت الحالي .
وتحمل الجائزة اسم رفاعة رافع الطهطاوي (1216 ه/1801 - 1290 ه/1873) من قادة النهضة العلمية والترجمة في مصر في عهد محمد علي باشا الذي حكم مصر في القرن التاسع عشر...وفاز بها في دورتها الأولى الدكتور مصطفى لبيب عبد الغني، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة عن ترجمته لكتاب " فلسفة المتكلمين " للمؤرخ الفلسفي هاري ولفسون، كما فاز بها في دورتها الثانية المترجم بشير السباعي في دورتها الثانية العام الماضي عن ترجمة كتاب " مسألة فلسطين " للمؤرخ الفرنسي هنري لورانس.